رأى أنه احترمه وأخبره أن يزيداً أوصاه به ، غيَّر كلامه وأخذ يمدح الإمام « عليه السلام » ! قال القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار : 3 / 274 : ( فلما قدم مسرف إلى المدينة أرسل إلى علي بن الحسين وعنده مروان بن الحكم ، وقد علم ما ذكره من وعيده فجعل يغريه به فلما دخل عليه قام إليه فاعتنقه وقبل رأسه وأجلسه إلى جانبه وأقبل عليه بوجهه ليسأله عن حاله وأحوال أهله ، فلما رأى ذلك مروان جعل يثني على علي بن الحسين ويذكر فضله ! فقال مسرف : دعني عن كلامك ! فإني إنما فعلت ما فعلت من بره وإكرامه وقضاء حوائجه لما قد أمرني به أمير المؤمنين . ثم قال لعلي بن الحسين : إنما جعلت الاجتماع معك لما سبق إليك عني لئلا تستوحش مني ، وأنا أحب الاجتماع معك والأنس بك والتبرك بقربك والنظر فيما تحب من صلتك وبرك ، وأنا على ذلك ، لكني أخاف أن يستوحش أهلك إن طال عندي مقامك ، فانصرف إليهم ليسكنوا ويعلموا ويعلم الناس مالك عند أمير المؤمنين وعندي من الجميل . ثم قال : قدموا دابته . قالوا : ماله دابة ! قال مسرف : قدموا له دابتي . فقدموها له بين يديه وعزم عليه أن يركبها فركب وانصرف إلى أهله ، وهم والناس ينظرون ما يكون منه فيه ) . 9 - وقد استغل الأمويون وأتباعهم العلاقة الحسنة للإمام « عليه السلام » مع مروان ، فزعم ابن كثير في النهاية : 8 / 283 ، و : 9 / 122 ، أن الإمام « عليه السلام » كان فقيراً فأعطاه مروان مالاً وشجعه على تكثير نسله ، لأنه لم يبق غيره من ذرية الحسين « عليه السلام » ، وأقرضه مئة ألف درهم ليشتري جواري فيرزق منهن أولاداً ، وأوصى ابنه أن لا يأخذها منه بعد موته ، فتزوج الإمام « عليه السلام » وولد له أولاد ، فكل أولاده من أموال مروان ! لاحظ قوله في : 9 / 122 : ( فقال له مروان بن الحكم : لو اتخذت السراري يكثر