اجتهاد علي على اجتهاد عثمان مع كون مروان عثمانياً . وعنه طبقات الشافعية : 3 / 68 . 5 - بعد شهادة الإمام الحسين « عليه السلام » وعودة الإمام زين العابدين « عليه السلام » إلى المدينة عرض عليه مروان ستة آلاف دينار قرضاً ذكر إن أباه الحسين « عليه السلام » أرادها منه : ( عن جعفر بن محمد قال : لما شَخَص حسين إلى مكة سأل مروان ستة آلاف دينار فلم يسلفه ، فلم يزل في نفس مروان ، فلما قتل حسين ورجع علي بن حسين إلى المدينة لقيه مروان فقال : إن أبا عبد الله رحمه الله كان سألني سَلَف ستة آلاف دينار فمنعته ولم يزل في نفسي ، وقد قدمت منكوباً ولك حوائج فخذها فاستعن بها صلةً أوسلفاً ! قال : ما لي بها حاجة . قال : أقسمت عليك . قال : آخذها سلفاً ، فبعث بها إليه مروان فقال علي : أخذتها لأعمِّر بها دور بني عقيل ، وكانت دور آل أبي طالب حُرقت بمَزْيَد العُلَى ( محلةٌ في المدينة ) فلم يحركها وبقي المال في خرائطه ( الخريطة كالعلبة الجلدية ) فلما قام عبد الملك سأل علياً عن المال فقال : عندنا ، فقال عبد الملك : إن أبا عبد الملك عهد إليَّ أن لا أقبض منك المال فهو لك . قال : لا أريده وإنه لفي خرائطه . فقال بل هو صلةٌ مني فأخذه علي ) . ( تاريخ دمشق : 57 / 247 ) . أقول : ذكر المحدثون والمؤرخون أنه لما وصل خبر قتل الحسين « عليه السلام » ضجَّ أهل المدينة ضجَّةً واحدة غضباً على يزيد وحزناً ، لكن والي المدينة الأموي سعيد بن العاص بادر فأحرق بعض دور آل أبي طالب في منطقة مَزْيَد العُلى . فقبل الإمام « عليه السلام » القرض من مروان ليبني تلك الدور . قال البلاذري في أنساب الأشراف / 819 : ( ولما بلغ أهل المدينة مقتل الحسين كثر النواضح والصوارخ عليه ، واشتدت الواعية في دور بني هاشم ، فقال عمرو بن سعيد الأشدق : واعية بواعية عثمان ، وقال مروان حين سمع ذلك :