فقمت من عندها وأنا أقول ، وذكر بيتاً من شعر تمثل به ، فقال : فقالت : أيها الرجل المتمثل بالشعر إرجع ، فرجعت فقالت : لعلك ترى أني إنما قلت هذا الذي قلت وأنا أشك في عثمان ! وددت والله أنه مخيط عليه في بعض غرايري هذه ، حتى أكون التي أقذفه في اليمّ ! ثم ارتحلت حتى نزلت ماء يقال له : الصلصل ، وبعث الناس عبد الله بن العباس على الموسم وعثمان محصور ، فمضى حتى نزل ذلك الماء فقيل لها : هذا ابن عباس قد بعث به الناس على الموسم ، فأرسلت إليه فقالت : يا ابن عباس إن الله عز وجل أعطاك لساناً وعلماً ، فأناشدك الله أن تخذل الناس عن قتل هذا الطاغية عثمان غداً ! ثم انطلقت إلى مكة ، فلما أن قضت منسكها وانقضى أمر الموسم بلغها أن عثمان قد قتل وأن طلحة بن عبيد الله بويع ، قالت : إيهاً ذا الإصبع ، فلما بلغها بعد ذلك أن علياً بويع قالت : وددت أن هذه تعني السماء وأشارت إليها وقعت على هذه وأشارت إلى الأرض ! قال أبو جعفر صلوات الله عليه : فهذا حديث مروان وسماعي إياه من علي بن الحسين ! قال : فما خرجت من البيت حتى ترك سعيد بن عبد الملك ما كان في يديه من أمر عثمان ) . انتهى . أقول : سعيد بن عبد الملك بن مروان ، وفي بعض المصادر سعد ، هداه الله على يد الإمام الباقر « عليه السلام » فكان من شيعته الخلَّص ، وقد ورد مدحه في مصادر الطرفين ، قال ابن حبان في ثقاته : 6 / 369 : ( روى عنه هشام بن عروة وأهل المدينة وكان يقال له سعيد الخير لم يسلك مسلك إخوته فيما كانوا فيه ) . وفي تاريخ دمشق : 21 / 213 : ( وكان سعيد متألهاً ووليَ الغزو في خلافة أخيه هشام بن عبد الملك ، وولي فلسطين للوليد بن يزيد ، وكان حسن السيرة