عدي ! فقال : إنما يجلس الرجل حيث ينتفع . . . كان علي بن الحسين يدخل المسجد فيشق الناس حتى يجلس في حلقة زيد بن أسلم ، فقال له نافع بن جبير : غفر الله لك ، أنت سيد الناس تأتي تتخطى حتى تجلس مع هذا العبد ! فقال علي بن الحسين : العلم يبتغى ويؤتى ويطلب من حيث كان . عن مسعود بن مالك ، قال لي علي بن الحسين : تستطيع أن تجمع بيني وبين سعيد بن جبير ؟ قلت : ما حاجتك إليه ؟ قال : أشياء أريد أن أسأله عنها ، إن الناس يأتوننا بما ليس عندنا ) . وفي تذكرة الحفاظ : 1 / 133 : ( قال البخاري : كان علي بن الحسين يجلس إلى زيد بن أسلم ، فكُلِّم في ذلك فقال : إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه ) . أقول : أما سعيد بن جبير « رحمه الله » فقد قتله الحجاج لأنه من أصحاب علي بن الحسين « عليه السلام » ، وأما زيد بن أسلم مولى عمر فلم يرو أحدٌ للإمام « عليه السلام » عنه ! بل ذكروا في ترجمة ابن أسلم أنه هو يروي عن علي بن الحسين « عليه السلام » كما نص عليه الذهبي نفسه في تذكرة الحفاظ : 1 / 132 ، وكذا الإكمال / 195 ! وقال الذهبي في سيره : 5 / 316 : ( زيد بن أسلم ، الإمام الحجة القدوة ، أبو عبد الله العدوي العمري المدني الفقيه ، حدث عن والده أسلم مولى عمر ، وعن عبد الله بن عمر ، وجابر بن عبد الله ، وسلمة بن الأكوع ، وأنس بن مالك ، وعن عطاء بن يسار ، وعلي بن الحسين ، وابن المسيب ، وخلق ) . انتهى . وفي نشر طيِّ التعريف / 168 : ( وكان زيد بن أسلم مولى ، وكان زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم يتخطى مجالس قومه حتى يأتيه فيجلس عنده ! فقيل له : يغفر الله لك أنت سيد الناس وأفضلهم تذهب إلى هذا العبد فتجلس معه ! فقال : إنه ينبغي للعلم أن يتبع حيث ما كان !