ومعنى ذلك أن حبهم للإمام زين العابدين « عليه السلام » ينتهي عندما يصل الأمر إلى بني أمية ! ثم لا يتركون الإمام « عليه السلام » وشأنه ، بل يريدون إخضاعه لأسيادهم ! فمَثَلَهُم كشخص يقول لك : إني أحبك كثيراً كثيراً ، لكني أخضع حبي لك لحبي لخصومك وأعدائك ! وأنت أيضاً يجب أن تخضع لهم ! إن هذا الشخص في الحقيقة مبغضٌ ، وإن زعم أنه يحبك ويذرف عليك الدموع ! إن هذا ( الحب ) ليس ولاءً ولا حباً ، لأنه مشروط بشرطين : الأول : أن لا يعارضه حب بني أمية ومن شاكلهم . والثاني : أن يخضع أهل البيت « عليهم السلام » لبني أمية ! وأمثلة ذلك في ترجماتهم للإمام زين العابدين « عليه السلام » كثيرة ، نأخذ منها نماذج من تذكرة حفاظ الذهبي : 1 / 74 : 1 - سعيهم الدائب لتبرير جرائم قتلة أهل البيت « عليهم السلام » ! قال الذهبي : ( زين العابدين أبو الحسين الهاشمي المدني رضي الله عنه ، حضر كربلاء مريضاً فقال عمر بن سعد : لا تعرضوا لهذا ، وكان يومئذ ابن نيف وعشرين سنة ) . ( يعني أن ابن سعد منَّ عليه بالحياة ! وكأنه كان يستحق القتل ) ! روى عن أبيه وعمه الحسن وعائشة وأبي هريرة وابن عباس والمسور وابن عمر وعدة . ( أي هو تلميذ لهؤلاء في العلوم الدينية وهم شيوخه ) ! قال الزهري : ما رأيت أحداً كان أفقه من علي بن الحسين لكنه قليل الحديث وكان من أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى عبد الملك . ( وبذلك يبرر الزهري لنفسه لماذا يذكر الإمام بخير أحياناً ، بأنه كان مطيعاً لعبد الملك ! فيقول هو أكثر بني هاشم اعتدالاً والخليفة يحبه ! ( كان أقصد أهل بيته وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان ) . ( الطبقات : 5 / 215 ، وتاريخ بخاري الصغير : 1 / 246 ، , والتعديل والتجريح : 3 / 1079 ، وتاريخ دمشق : 41 / 371 ، وتهذيب