3 - مذهب الزهري وأشباهه في حب أهل البيت « عليهم السلام » ! إذا تأملت في شخصية الزهري والذهبي وابن كثير وأمثالهم من علماء بني أمية المثقفين ، يأخذك العجب من موقفهم ، فهم يشهدون على أنفسهم بأن الحجة عليهم تامة في الإمام زين العابدين « عليه السلام » وبقية العترة الطاهرة ! فهو باعترافهم صاحب معجزات ، وعنده الاسم الأعظم . وهو باعترافهم أتقى أهل زمانه وأفقههم وأفضلهم ، وصاحب الشخصية الربانية المميزة الجذابة ، ووريث النبي « صلى الله عليه وآله » ، وابن الحسين السبط ، سيد شباب أهل الجنة . وهم يحبونه ، وبعضهم يزعم أنه يذوب فيه كالزهري ، وبعضهم يقول إنه أولى بالخلافة ويؤلف عنه كتاباً كالذهبي ، وبعضهم يروي معجزاته الباهرة كابن كثير ! ومع ذلك يتناسون أنه « عليه السلام » يجهر بأحقية أهل البيت « عليهم السلام » وظلامتهم ، ويُتم حجتهم عليهم ! وعندما يجئ دور التلقي منه والحديث عنه ، يقول الزهري عالم البلاط الأموي : نعم إنه أفقه الجميع ، لكن أحاديثه قليلة مع الأسف ، لذلك لا أروي فقه الإسلام وعقائده عنه ، بل عن مخالفيه وأعدائه ! ويقول الذهبي : نعم هو أفضل من الجميع ، لذلك كان يكرمه سيده ومولاه يزيد بن معاوية ! قال في سيره : 4 / 398 : ( وكان له جلالة عجيبة وحقَّ له والله ذلك ، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله . وقد اشتهرت قصيدة الفرزدق وهي سماعنا أن هشام بن عبد الملك حج قبيل ولايته الخلافة . . . الخ . ) . وقال في سيره : 3 / 321 : ( وكان ابنه علي زين العابدين مريضاً فَسَلِم . وكان يزيد يكرمه ويرعاه ) !