( ومنع عبد الملك أهل الشام من الحج وذلك أن ابن الزبير كان يأخذهم إذا حجوا بالبيعة ، فلما رأى عبد الملك ذلك منعهم من الخروج إلى مكة فضج الناس وقالوا : تمنعنا من حج بيت الله الحرام وهو فرض من الله علينا ! فقال لهم : هذا ابن شهاب الزهري يحدثكم أن رسول الله قال : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد بيت المقدس . وهو يقوم لكم مقام المسجد الحرام . وهذه الصخرة التي يروى أن رسول الله وضع قدمه عليها لما صعد إلى السماء تقوم لكم مقام الكعبة ! فبنى على الصخرة قبة وعلق عليها ستور الديباج وأقام لها سدنة ، وأخذ الناس بأن يطوفوا حولها كما يطوفون حول الكعبة ، وأقام بذلك أيام بني أمية ) . انتهى . أقول : هذا النص يوجب الشك في أصل حديث ( لا تشد الرحال ) ! أما من يراه حديثاً صحيحاً فلا بد أن يعترف بتوظيف الأمويين له ، وأن الزهري كان يطيعهم حتى في هدم ركن من أركان الإسلام ! ختاماً ، هذا هو الزهري الإمام عند مذاهب الخلافة ، الذي يدعي أنه يحب الإمام زين العابدين « عليه السلام » ويبكي لذكراه ! فينتهي حبه له عند فتات بني أمية !