أمروه بتدوين السنة إلا عن أهل البيت « عليهم السلام » ! ثم سكن الزهري في الشام وصار كبير علماء البلاط ، ومسؤول تدوين السنة فكان يكتب الدفاتر ويرسلها الخليفة إلى البلاد آمراً بنشرها والعمل بها ، دون غيرها ! وأقبلت الدنيا على الزهري بألوانها ، قال : ( سعيد بن عبد العزيز : كنا نأتي الزهري بالراهب ، وهي محلة قِبْلِيّ دمشق ، فيقدم لنا كذا وكذا لوناً . . قال محمد بن إشكيب : كان الزهري جندياً . قلت ( الذهبي ) : كان في رتبة أمير ) . ( سير الذهبي : 5 / 341 ) . وقال الذهبي في تاريخ الإسلام : 8 / 234 : ( وفي لفظ للإمام أحمد : ثنا عبد الرزاق سمعت معمراً يقول : كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد ، فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزائنه ، يعني من علم الزهري . قلت : يعني الكتب التي كتبت عنه لآل مروان ) . وسير الذهبي : 5 / 334 ، وتذكرة الحفاظ : 1 / 112 ، والطبقات : 2 / 389 ، وتاريخ دمشق : 55 / 334 ، و : 59 / 400 ، ونهاية ابن كثير : 9 / 377 ، وجامع بيان العلم : 2 / 177 . وفي كاشف الذهبي : 1 / 486 : ( شعيب بن أبي حمزة . . . مولى بني أمية . . . فعنده عن الزهري ألف وسبعمائة حديث ، وكان بديع الخط . قال ابن معين : كتب عن الزهري إملاءً للسلطان ، مات 163 ) . الزهري يزيِّن للناس الحج إلى القدس بدل مكة ! تقدم في المجلد الثالث أن عبد الملك بن مروان حوَّل الحج إلى بيت المقدس ، وأن الإمام زين العابدين « عليه السلام » واجه هذا التحريف الأموي لأركان الإسلام ! ويظهر أن رسالة الإمام « عليه السلام » للزهري كانت في تلك الفترة ، لأن الزهري كان يضع الأحاديث ويزين للمسلمين فعل عبد الملك ! قال ابن واضح اليعقوبي في تاريخه : 2 / 261 ، وهو من أكثر المؤرخين دقة وتثبتاً :