وقد كذب الزهري نفسه فكيف يكون أفقه من رآه ، والفقه مبني على الكتاب وسنة النبي « صلى الله عليه وآله » ، ثم يكون قليل التحديث بالسنة ؟ بل سمع منه وكتب عنه الزهري كثيراً ، لكنه أخفاه ولم يحدث منه ، خوفاً من أسياده ! ( قال الزهري : كان عروة يتألف الناس على حديثه ) . أي يستعمل أساليب الإغراء لترويج حديثه ، فلا بد أن الزهري الفقير استفاد منه . ( سير الذهبي : 4 / 431 ) . أما علي بن الحسين « عليه السلام » فلم يكن يتألف على حديثه ، وأحاديثه ليست من البضاعة المطلوبة التي يكتبها الزهري للبلاط ، فيرسلها الخليفة إلى بلاد المسلمين لينشروها ! ( قال علي بن المديني : له ( الزهري ) نحوٌ من ألفي حديث . وقال أبو داود : حديثه ألفان ومئتا حديث ) . ( سير الذهبي : 5 / 328 ) . الزهري قلم السلطة الأموية لكتابة السنة ! أوضحنا في كتاب : ( ألف سؤال وإشكال : 2 / مسألة 124 ) ، أن عمر بن الخطاب منع الأمة من كتابة حديث النبي « صلى الله عليه وآله » بل من مجرد التحديث عنه في المسجد ! واستبدلها بإسرائيليات تميم الداري التي كان يلقيها في المسجد النبوي يومين أسبوعياً ! ثم زاده عثمان يوماً آخر ، ثم أضاف معه كعب الأحبار وأعطاه يومين في الأسبوع ! واستمر منع تدوين الحديث أكثر من قرن ، حتى كلف عمر بن عبد العزيز علماء السلطة إلى كتابة حديث النبي « صلى الله عليه وآله » وحديث عمر بن الخطاب معاً ! قال الدارمي : 1 / 126 : ( كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، أن أكتب إلى بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله وبحديث عمر ، فإني قد خشيت درس العلم وذهابه ) . والطبقات : 8 / 480 . ومات ابن حزم فتولى المهمة ابن شهاب الزهري ، قال في جامع بيان العلم : 1 / 76 :