الحجة تامةٌ على الزهري في الإمامة « عليهم السلام » ! كان الزهري يعرف جيداً إمامة المعصومين من العترة « عليهم السلام » ، فالحجة عليه تامة فيهم ، حيث روى في كفاية الأثر / 241 : ( عن عاصم بن حميد ، عن معمر ، عن الزهري قال : دخلت على علي بن الحسين في المرض الذي توفي فيه ، إذ قُدِّم إليه طبق فيه الخبز والهندباء فقال لي : كله . فقلت : قد أكلت يا ابن رسول الله . قال : إنه الهندبا . قلت : وما فضل الهندبا ؟ قال : ما من ورقة من الهندبا إلا وعليها قطرة من ماء الجنة ، فيها شفاء من كل داء . قال : ثم رفع الطعام وأوتي بالدهن فقال : إدهن يا أبا عبد الله . قلت : قد ادَّهنت . قال : إنه هو البنفسج . قلت : وما فضل البنفسج على سائر الأدهان ؟ قال : كفضل الإسلام على سائر الأديان . ثم دخل عليه محمد ابنه فحدثه طويلاً بالسر فسمعته يقول فيما يقول : عليك بحسن الخلق . قلت : يا ابن رسول الله إن كان من الأمر ما لا بد لنا منه ، ووقع في نفسي أنه قد نعي نفسه ، فإلى من نختلف بعدك ؟ قال : يا أبا عبد الله إلى ابني هذا وأشار إلى محمد ابنه ، إنه وصي ووارثي وعيبة علمي ومعدن العلم وباقر العلم . قلت : يا ابن رسول الله ما معنى باقر العلم ؟ قال : سوف يختلف إليه خلاص شيعتي ويبقر العلم عليهم بقراً . قال : ثم أرسل محمداً ابنه في حاجة له إلى السوق ، فلما جاء محمد قلت : يا ابن رسول الله هذا الذي أوصيت إليه أكبر أولادك ؟ فقال : يا أبا عبد الله ليست الإمامة بالصغر والكبر ، هكذا عَهِدَ إلينا رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، وهكذا وجدنا مكتوباً في اللوح والصحيفة . قلت : يا ابن رسول الله ، فكم عهد إليكم نبيكم أن تكون