احترفوها ) . وفي / 1831 : ( وقد عيب على أهل اليمن اشتغالهم بالحِرَف كالحدادة والحياكة والصياغة وما شاكل ذلك من حرف ) . وفي تهذيب الكمال : 7 / 190 ، وجمهرة نسب قريش وأخبارها للزبير بن بكار / 137 : ( عن نافع مولى عبد الله بن عمر قال : مر حكيم بن حزام بعدما أسنَّ بشابين فقال أحدهما لصاحبه : إذهب بنا نتخرف بهذا الشيخ ! فقال له صاحبه : وما تريد إلى شيخ قريش وسيدها ؟ فعصاه فقال له : ما بقي أبعد عقلك ؟ قال : بقي أبعد عقلي أني رأيت أباك قيناً يضرب الحديد بمكة ! قال : فرجع إلى صاحبه وقد تغير وجهه فقال له : قد نهيتك ! قال قال نافع : وكان حكيم لا يتهم على ما قال ) . انتهى . ومعناه أنه نفاه من قريش لأن القرشي لا يكون حداداً ، وشهادته في النسب مقبولة لأنه غير متهم . وقد ورد في تفسير قوله تعالى : وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ : ( كان رسول الله ( ص ) يعلم قيناً بمكة وكان أعجمي اللسان وكان اسمه بلعام فكان المشركون يرون رسول الله ( ص ) يدخل عليه ويخرج من عنده فقالوا إنما يعلمه بلعام ! فأنزل الله هذه الآية ) . ( تفسير الطبري : 14 / 232 ، ومناقب آل أبي طالب : 1 / 46 ) . ويلاحظ أن الزهري سكت ومسحها بشاربيه ، مما يثبت أنه لصيق بقريش ! ويؤيده اعتراف الزهري الآتي بأنه كان فقيراً لا يأخذ عطاء ، لأنه غير مسجل في ديوان الدولة ، مع أنه لا يوجد قرشي غير مسجل ! ومن طريف ما رواه عبد الرزاق عن الزهري : 7 / 424 : ( سئل ابن شهاب عن رجل قيل له : يا بن القين ولم يكن أبوه قيناً ؟ قال : نرى أن يجلد الحد ) ! فقد أفتى بأن مهنة الحدادة شتمٌ ، لأن الحد على التهمة وليس على الكذب !