نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 662
سرعان إهالة هذه ، وهو مثل يضرب لمن يخبر بكينونة الشيء قبل وقته ، إنتهى [1] . والرعام - بضم الراء وإهمال العين - المخاط أي ما يسيل من أنف الشاة والخيل ، ويقال : رعمت الشاة وأرعمت . ونقل من كتاب مقاليد العلوم أن سرعان اسم لسرع ، وفي المثل ( سرعان ذا إهالة ) وذا فاعل سرعان ، وأهالة وهي الشحم الذائب تمييز كقولك سرع ذا إهالة . وأصل المثل ان أعرابيا جاء إلى راع ليشتري منه شاة ، فقال : هل عندك شاة سمينة ؟ فقال : نعم عندي شاة امتلأت دسما وودكا ، وطفحت شحما ولحما ، فقال : علي بها ، فجاء الراعي بشاة يسيل رعامها لا تتحرك هزالا وسوء حال ، فقال : ما وعدتنا بمثل هذه فأين الشحم واللحم ؟ قال الراعي : ألم تر ان الشحم يسيل من منخريها ، فقال الأعرابي : سرعان ذا إهالة . قال الميداني : وذا إشارة إلى الرعام أي سرع الرعام حال كونه إهالة ، فجعل إهالة حالا ، ويجوز أن تكون تمييزا كما مر ، والمثل يضرب لمن يخبر بكينونة الشيء قبل وقته ، إنتهى . وقيل : إن رجلا كان له شاة ذا هزال أبدا ، وكان من شدة هزاله يسيل الرعام من أنفه دائما ، فقيل له : ما هذا الرعام ؟ قال : سرعان ذا إهالة أي هي ممتلئة دسما ، فهذا شحم مذاب يجيء من جوفه وباطنه لكثرة دسمه . ولعل أصل المثل كان بلفظ عجلان كما في الخطبة ، فاشتبه على الفيروزآبادي أو غيره ، أو كان كل منهما مستعملا في هذا المثل ، وغرضها ( عليها السلام ) التعجب من تعجيل الأنصار ومبادرتهم إلى إحداث البدع ، وترك السنن ، ورفض الأحكام ، والتخاذل عن نصرة عترة سيد الأنام ( صلى الله عليه وآله ) مع قرب عهدهم به ، وعدم نسيانهم ما أوصاهم به فيهم ، وقدرتهم على نصرتهم وأخذ حقهم ممن ظلمهم ، كما قالت ( عليها السلام ) : ( ولكم طاقة بما أحاول ) أي أطالب ، ( وقوة بما اطلب ) أي لكم طاقة وقوة في خصوص ما أطلب ، إن شئتم أن تنصروني