نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 642
فرحوا بقدومك وهم يستريثون إقبالك إليهم ) [1] أي يستبطئون اقبالك إليهم من الاستراثة بمعنى الاستبطاء . وما أراثك علينا أي ما أبطأك عنا ، وفعل فلان كذا عجلا غير رائث أي غير بطيء متأخر ، ويقال : رب عجلة أورثت ريثا ، وريثما وزان حيثما وقريب منه معنا ولفظا ويبنى مثله أيضا وقد تكرر في الحديث . ومنه : فلم يثبت إلا ريثما قلت أي إلا قدر ذلك ، وقد يستعمل بغير ما كقوله : لا يصعب الأمر إلا ريث يركبه ، وقد يستعمل بدون النفي مثل : أمهلته ريثما فعل أي قدر ما فعله . والنفرة - بفتح النون وكسرها - من قولهم نفر الوحش ينفر نفورا إذا ذهب ولم يكن منقادا ، وحاصله معنى الوحشة والدهشة ، ويجوز القاف بدل الفاء من النقر ، وهو أيضا كناية عن الوحشة . و ( السلس ) بالتحريك السهولة واللين في العمل ، يقال : سلس سلسا - من باب تعب - أي لان وسهل ، وبمناسبته استعمل سلس البول في استرساله وعدم استمساكه ، وفلان سلس القياد أي لين سهل الانقياد . و ( القياد ) بالكسر ما يقاد به الدابة من حبل وغيره ، وفي الحديث : إن الجواد إذا حباك بموعد * أعطاكه سلسا بغير مطال وحاصله خلاف الجموح حقيقة أو مجازا ، وفي نسخة ابن أبي طاهر : ( ثم لم تريثوا حتها إلا ريث ) وحت الورق من الغصن نثرها ، وفي بعض النسخ : ( ثم لم تبرحوا ريثا ) . وضمير المؤنث في الفقرة الشريفة راجع إلى الفتنة السابقة التي فيها سقطوا ، وهي فتنة وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) مرادا بتلك الفتنة الخلافة المغصوبة المجعولة ، أي لم تصبروا الا بقدر أن استقر أمر الخلافة ، وانقاد لكم جملها الصعب