نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 639
تعالى بين أظهركم . و ( كيف وأنى ) تستعملان أيضا في التعجب ، وكيف بكم أي أي حال بكم ، أو كيف تناسبكم هذه الأمور وكيف تليق بكم . و ( أنى تؤفكون ) أي إلى أين تصرفون من أفكه كضربه عن الشيء أي صرفه عنه ، أي إلى أين يصرفكم الشيطان ، أو إلى أين تصرفكم أنفسكم بأهوائها الباطلة مع أن كتاب الله تعالى بينكم ، وفيه تبيان كل شئ وهو هدى للمتقين . وهذا إشارة إلى ما في القرآن الكريم من الآيات الدالة على أن في عترته ( صلى الله عليه وآله ) الوراثة والخلافة ، وان عليا ( عليه السلام ) هو المقدم على الكل في أمر الولاية ، والآيات الدالة على تقدم العترة في كل مرتبة ، وعلى حق ذوي القربى المذكور في نحو قوله تعالى : ( وآت ذا القربى حقه ) [1] والآيات الدالة على أحكام توريث الأنبياء ( عليهم السلام ) وغير ذلك مما ستأتي إليه الإشارة ، وهذا توبيخ لهم على عدم تدبرهم تلك الآيات الواضحة ، والإمارات اللائحة . وفلان بين ظهراني القوم وأظهرهم أي مقيم بينهم ، محفوف من جانبيه أو من جوانبه بهم ، وأصل الظهر خلاف البطن ثم استعمل في معاني كثيرة بالمناسبة ، ومنها معنى الظهور فإن ظهر الشيء باد ظاهر للغير ، ومنها معنى القشر فإنه بمنزلة الظهر واللب بمنزلة البطن . ولما كان الظهر من الإنسان والحيوان محل القدرة والقوة والاعتماد عليه وبه تحمل الأشياء ، استعمل الاستظهار بمعنى الاعتماد وطلب القوة ونحو ذلك ، فيقال : استظهرت على فلان أي اعتمدت عليه واستندت إليه ، وفلان مستظهر أي معان ، واستظهرت القرآن أي حفظته بمعنى قرأته عن ظهر قلبي ، قيل : أو على ظهر قلبي أي استقر القرآن على ظهر قلبي فلا ينسى ولا يترك ، والحق أن يقال : إن معناه حفظته عن ظهر قلبي ، وجعلته في جوفه أي استقر في بطن قلبي فلا ينسى . ثم إن الظهر يجمع على أظهر وظهران - بضم الظاء - والتثنية ظهران - بفتح