نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 623
سمع فيه الإمالة ، وقيل واو ، قال في المصباح : وهو الأقيس لأن باب طوى أكثر من حي ، ووزنه في الأصل ذوي وزان سبب فيعرب بالحروف ، ولا يستعمل إلا مضافا إلى اسم جنس فيقال : ذو علم وذو مال [1] . واما لفظة ذات فهي وإن كانت بمعنى الصاحبة والتاء فيها للتأنيث ، لكن لوحظ في التاء جهة البدلية عن اللام المحذوفة ، ولذا جعلت ممدودة مثل تاء أخت وبنت ، وصارت جزء الكلمة وأعربت اللفظ بالحركة . وقيل في النسبة إليها ذاتي بمعنى جبلي فطري بلا تغيير بحذف التاء ، ولهذا قد تستعمل بمعنى الحقيقة بلا ملاحظة معنى الوصفية ، فيقال : ذات الشيء بمعنى حقيقته وماهيته ، ولذا أيضا جاز استعماله في الله ، فيقال : ذات الله ، مع أنهم صرحوا أن كلما يطلق على الله لا يؤتى فيه التاء وإن كانت تاء المبالغة ، لكون التاء تاء التأنيث من حيث الأصل تبعيدا للتأنيث الصوري أيضا عنه تعالى من جهة الأدب . وبالجملة فيطلق الذات البحت البات على هذا الذات المستجمع لجميع صفات الكمال ، ويؤتى بأوصاف هذا اللفظ مذكرة إذا كان صاحب الذات مذكرا ، وإطلاق ذات الله مثل إطلاق جنب الله ووجه الله ، وقد وقع إطلاق ذات الله في خطب المعصومين ( عليهم السلام ) وفي الأخبار والأدعية كثيرا ، كما ترى من هذه الخطبة الشريفة وغيرها ، مثل قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( علي ممسوس من ذات الله ) [2] وغير ذلك . فلا يصغى إلى من أنكر وقوع ذلك في الكلام القديم حتى قال ابن برهان من النحاة : قول المتكلمين ( ذات الله ) جهل لأن أسماءه تعالى لا يلحقها تاء التأنيث ، فلا يقال علامة وإن كان أعلم العالمين ، قال : وقولهم ( الصفات الذاتية ) خطأ أيضا ، فإن النسبة إلى ذات ذوي لأن النسبة ترد الاسم إلى أصله [3] .