نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 615
للكبيرة وقيل بالعكس أي اللتيا للكبيرة والتي للصغيرة ، تشبيها للحية فإنها إذا كثر سمها صغرت فإن السم يأكل جسدها . وقال ابن ميثم في شرح نهج البلاغة : إن اللتيا والتي كالمثل ، وأصله أن رجلا تزوج امرأة قصيرة ضئيلة الخلق فقاسى منها شدائد ، فطلقها وتزوج طويلة بعد ذلك فقاسى منها أضعاف ذلك فطلقها ، ثم سئل : هل تزوج ؟ فقال : بعد اللتيا والتي لا أتزوج أبدا [1] . وقيل : إن اللتيا كناية عن التمرة والتي عن النخلة ، والمراد بعد القصة الصغيرة والطويلة ، نظير قولهم : قصيرة عن طويلة كناية عن الإجمال بعد التفصيل والتقصير بعد التطويل . قولها ( عليها السلام ) : ( بعد أن مني ببهم الرجال ) مني بهم على صيغة المجهول أي ابتلى بهم من قولهم : منوته ومنيته إذا ابتليته ، ومنه التمني أي طلب الابتلاء والوصول والمنا المقصود والمقدور وغير ذلك . و ( بهم ) كصرد الشجعان لأنهم لشدة بأسهم لا يدرى من أين يؤتون جمع البهمة كغرفة وغرف ، وفي الصحاح عن أبي عبيدة : البهمة - بالضم - الفارس الذي لا يدرى من أين يؤتى من شدة بأسه والجمع بهم ، ويقال للجيش أيضا بهمة ، ومنه قولهم : فارس بهمة وليث غابة ، وأمر مبهم أي لا مأتى له ، وأبهمت الباب أغلقتها [2] ، واما البهمة - بالفتح - فهي أولاد الضأن ، والجمع البهم بحذف التاء وجمعه بهام بكسر الباء . و ( الذؤبان ) بضم الذال جمع الذئب - بالكسر - يهمز ولا يهمز وأصله الهمز ، والأنثى ذئبة ، وجمع القليل أذؤب ، والكثير ذئاب وذؤبان - بضم الذال - ، وذؤبان العرب لصوصهم وصعاليكهم الذين يتلصصون لا مال لهم ولا اعتماد عليهم ، ويستلبون من الناس أموالهم تشبيها بالذئاب في تلك الأوصاف ، وأرض مذئبة