نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 605
و ( الوشيظ ) بالمعجمتين الرذل والسفلة من الناس ، ومنه قولهم : إياك والوشائظ ، قال الجوهري : الشويظ لفيف من الناس ليس أصلهم واحد ، وبنو فلان وشيظة في قومهم أي هم حشو فيهم [1] . وقرئ الوسيط بالمهملتين ، وهو أشرف القوم نسبا وأرفعهم محلا ، فإن وسط الشيء عدله وخياره كما فسر به قوله تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) [2] وهذه القراءة أيضا مناسبة من حيث المعنى ، اما بأن يجعل الوسيط على معنى الشريف العظيم في عالم النفاق ، أو على معنى الوسيط الذي توسط الشيء أي دخل في وسطه وتوغل فيه . و ( النفاق ) مصدر قولك : نافق فلان ينافق منافقة ، والمنافق هو الذي أخفى الكفر وأظهر الإيمان من النفق وهو السرب في الأرض ، كأنه استتر في الإسلام كما يستتر في السرب ، وقيل : هو من قولهم : نافق اليربوع إذا دخل نافقاه ، وهي إحدى جحرتي اليربوع يكتمها ويظهر غيرها وهو القاصعاء ، فإذا طلب من النافقاء خرج من القاصعاء ، وإذا طلب من قبل القاصعاء ضرب النافقاء برأسه فانتفق أي خرج . وفي الحديث : ( المنافق هو الذي يظهر الإيمان ويتصنع بالإسلام ) [3] وعن بعض فقهائنا في الصلاة على المنافق : ان المراد بالمنافق ما يعم الصبي وغيره من أهل الخلاف . والنفاق - بالكسر - هو فعل المنافق ، والأصل في النفاق أن يفعل في الظاهر فعل وفي الباطن غيره ، مأخوذا من النفق - بفتحتين - وهو سرداب في الأرض يكون له مخرج من وضع آخر ، وبعبارة أخرى مخالفة الظاهر والباطن ، وأظهر أفراده نفاق الكفر فالرياء أيضا نفاق ، وقد يطلق المنافق على مطلق الكافر فإن كفره مخالف للتوحيد الفطري الذي في باطنه .