نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 604
الخرس إلى الشقاشق مجازي ، والخطبة الشقشقية لعلي ( عليه السلام ) في نهج البلاغة معروفة ، سميت بذلك لقول علي ( عليه السلام ) في آخرها : ( هيهات هيهات يا ابن عباس هذه شقشقة هدرت ثم قرت ) . وفي النهاية : في حديث علي ( عليه السلام ) : ( إن كثيرا من الخطب من شقاشق الشيطان ) الشقشقة الجلدة الحمراء التي يخرجها الجمل العربي من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شدقه ، ولا تكون إلا للعربي كذا قال الهروي ، وفيه نظر . شبه الفصيح المنطيق بالفحل الهادر ، ولسانه بشقشقته ، ونسبها إلى الشيطان لما يدخله من الكذب والباطل وكونه لا يبالي بما قال ، هكذا أخرجه الهروي عن علي ( عليه السلام ) ، وقيل إنه من كلام عمر ، وفي خطبة علي ( عليه السلام ) : ( تلك شقشقة هدرت ثم قرت ) [1] . وشقشق الفحل شقشقة - بالفتح - هدر ، والعصفور تشقشق في صوته ، والمراد من شقاشق الشياطين ألسنة المشركين الذين كانوا يصوتون بالأباطيل في أمور الدين . و ( طاح ) فلان يطوح ويطيح إذا هلك أو أشرف على الهلاك ، وطاح في الأرض : سقط ، وأطاحه إطاحة : أهلكه وكذلك طوحه تطويحا ، وأطاحته الطوائح وطوحته أي أهلكته الحوادث المهلكة وقذفته القواذف المردية ، والقياس المطيحات أو المطوحات ، فجرد المزيد عن الزوائد والمعنى على حاله ، ولا يقال المطيحات أو المطوحات ، ومثل ذلك من النوادر . ومنه قوله تعالى : ( وأرسلنا الرياح لواقح ) [2] على أحد الوجهين لأن الفعل القح لا لقح ، ومثل طاح يطوح ويطيح والمزيد منه : تاه يتوه ويتيه وأتاهه وتوهه بمعنى ذهب به هاهنا وهاهنا ، فتطوح وتتوه في البلاد أي رمى بنفسه هاهنا وهاهنا ، والمطاوح والمتاوه المفاوز .