يقوم مقامه ، أو يغني غناه لا كيف وأنى ؟ الخبر ، وسيأتي تمامه في الشرح إن شاء الله تعالى . وهناك أيضا حديث غامض نقله الشيخ رجب البرسي ( رضوان الله عليه ) ففي المحكي عنه ما لفظه ، قد نقل عنهم في هذا الباب أنهم عليهم السّلام قالوا : إن في كتاب علي عليه السّلام ما هذا لفظه : إن الله سبحانه لم يزل فردا منفردا ، فلما أراد أن يتم أمره تكلم بكلمة فصارت نورا ، ثم تكلم بكلمة فكانت روحا ، وأسكنها الأعلين ذلك النور ، وجعلها حجابا فهي كلمته ونوره وروحه وحجابه الاسمين الأعلين الذين جمعا فاجتمعا ، ولا يصلحان إلا معا يسميان فيفترقان ، ويوضعان فيجتمعان ، وتمامهما في تمام أحدهما في منازلهما . أقول : قوله عليه السّلام : تكلم بكلمة فصارت نورا ، إشارة إلى نور الحضرة المحمدية ، التي صدرت عن ذاته المقدسة بأن خلقه ، فهذا النور قطب الأقطاب وعليه مدار جميع العوالم من الأزل إلى الأبد . قوله عليه السّلام : ثم تكلم بكلمة فكانت روحا ، إشارة إلى نور الولاية مشتق من نور الحضرة المحمدية صلَّى الله عليه وآله فالتراخي في الرتبة ، فروح الولاية هي روح الله المنفوخ في آدم ، وفي كلّ موجود بحسبه ، فهي من الدين مكان الروح من الجسد . فكما أنه لا روح فلا جسد ، فكذلك أنه إذا لم تكن ولاية فلا دين من النبوة والرسالة . قوله عليه السّلام : وأسكنها ذلك النور ، أي أسكن روح الولاية في باطن نور الرسالة ، فالنبوة محيطة بالولاية وهي سرّها الباطني وباطنها السرّي . وإليه يشير قوله صلَّى الله عليه وآله لعلي عليه السّلام : أنت روحي التي بين جنبي ولساني الظاهر ، أنت المؤدي عني إلى من بعدي . وقوله عليه السّلام : فهي كلمته إلخ ، إشارة إلى أن الولاية لا تحجب عن الذات المقدسة ، بل هي نوره وروحه أي المضافة إليه ، وحجابه أي احتجب الربّ به ، وإليه أشير