responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 340


وإليه يشير قوله عليه السّلام : لا فرق بينهم وبينك إلا أنهم عبادك وخلقك ، الدعاء أي ليسوا صفات لذاته المقدسة ، فقلوبهم خزانة الحي الذي لا يموت ، وصورهم معاني الملك والملكوت ، وجميع ما سواه خلق لأجلهم ، وسلَّم حكمها إليهم ، كما سيأتي البيان في شؤون ولايتهم في شرح الزيارة إن شاء الله .
وهم أظهر مصاديق لقوله تعالى كما في الحديث القدسي حيث يقول الله تعالى : عبدي أطعني أجعلك مثلي أنا حي لا أموت ، أجعلك حيّا لا تموت ، أنا عين لا أفتقر ، أجعلك عينا لا تفتقر ، أنا مهما أشاء يكن أجعلك مهما تشاء يكن .
وحيث هم عليهم السّلام أول مصاديق العابد والعبودية فألبسهم خلعة التشريف بتلك المقامات والكرامات العالية ، وسيأتي بيانه أزيد من هذا في شرح قوله عليه السّلام : أتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين ، فانتظر .
فأين هذا من الغلو المنفي عنهم ؟ هذا مع أن الإمامة لا يكاد يصل إليها ، فهم الذين قد شقوا الشعر بشعرتين كما تقدمت الإشارة ، وسيأتي أيضا مفصلا ، وهنا نذكر شطرا قليلا منها :
فعن الكافي والاحتجاج وعلل الشرايع وعيون الأخبار وإكمال الدين وأمالي الصدوق وغيرها ، عن الرضا عليه السّلام أنه قال في حديث له طويل ، ذكر فيه صفات الإمام وعظم شأنه : إن الإمامة أجل قدرا ، وأعظم شأنا وأعلى مكانا ، وأمنع جانبا ، وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم ، أو ينالوها بآرائهم ، ويقيموا إماما باختيارهم ، إن الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم عليه السّلام بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة وفضيلة شريفة شرفه بها . إلى أن قال عليه السّلام : هيهات هيهات ضلت العقول ، وتاهت الحلوم وحارت الألباب ، وحسرت العيون ، وتصاغرت العظماء ، وتحيرت الحكماء ، وحسرت الخطباء ، وجهلت الألباب ، وعجزت الأدباء ، وكلَّت الشعراء ، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه ، أو فضيلة من فضائله ، فأقرت بالعجز والتقصير وكيف يوصف ، أو ينعت بكنهه ، أو يفهم شيء من أمره ، أو يوجد من

340

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست