جعل قلوب الأئمة موردا لإرادته فإذا شاء الله شاؤوا وهو قول الله عز وجل : وما تشاؤن إلا أن يشاء الله . . 76 : 30 [1] . وكما في بعض الأخبار : أن الإمام عليه السّلام وكر لإرادة الله لا يشاؤن إلا ما يشاء الله ، وإلى ما ذكر يشير قوله عليه السّلام في الحديث : ولا يفعلون إلا ما شاء الله عباد مكرمون 21 : 26 الآية . وأحسن كلام يقال في شأن الولي الكامل الواجد للولاية المطلقة ، بحيث يجمع بين كمالاته وبين كونه عبدا لله ، ولا يكون فيه إفراط ولا تفريط هو ما قاله الشيخ رجب البرسي ( رضوان الله تعالى عليه ) . وحاصل ملخصه : أن الولي وإن اتصف بصفات الربوبية ، وأنعمه الله بتلك المقامات والمعجزات ، وخصّه بكلّ كمال إلا أنه مع ذلك عبد الله والفقير إليه تعالى ، وهو أخو رسوله ووصيه وأسده ، والله فضلَّه على الكل ، وولاه بعد رسوله أمر الكلّ ، فهو المولى على الكل وعبد المولى الحقيقي ، وليس فوقه في الرفعة والعلم والحكم إلا ذات الربّ . ونوره مع نور النبي واحد إلا أنه انقسم في الشخصية إلى قسمين ، فهو أي الولي في عالم النور نفس نور النبي ، وفي عالم الظهور لحمه ودمه كما علمت من قول النبي لعلي عليه السّلام فهما الاسم الأعظم المتصرف في عالم الوجود بإذن ربهما ، ومقامهما في الخلق مقام الرب ، كما أشير قوله في إذن الدخول الثاني للمشاهد المشرفة في مفاتيح الجنان : والحمد لله الذي منّ علينا بحكام يقومون مقامه ، لو كان حاضرا في المكان . فهم أي النبي والأئمة كهو في وجوب الطاعة والعدل والأمر والنهي والعلم والحكم ، وليس هو هم بالذات المقدسة ، نعم : هم خلقها ونورها وحجابها كما سيأتي التصريح به في كلام علي عليه السّلام : وهم عباد مكرمون . لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون 21 : 26 - 27 .