ينكر أحاديث من فضائلهم لا يحتملها عقله ، فنبهه عليه السّلام بذكر قصة الملائكة وإنكارهم فضل آدم وعدم بلوغهم إلى معرفة فضله ، قال : على أن نفي هذه الأمور من قلة المعرفة ولا ينبغي أن يكذب المرء بما لم يحط به علمه ، بل لا بد من أن يكون في مقام التسليم ، فمع قصور الملائكة مع علَّو شأنهم عن معرفة آدم لا يبعد عجزك عن معرفة الأئمة عليهم السّلام . انتهى . أقول : فحينئذ ، فما ظنك بكثير من الناس في فهم هذه الأحاديث الواردة في شأنهم ؟ فلا يسلم الإنسان إلا إذا لم ينكر ما لا يفهمه منها ، بل يرد علمه إليهم ويؤمن بما هو واقع الأمر . فعن يحيى بن زكريا [1] قال : سمعت الصادق عليه السّلام يقول : من سرّه أن يستكمل الإيمان فليقل القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليهم السّلام فيما أسرّوا وفيما أعلنوا ، وفيما بلغني ، وفيما لم يبلغني . نعم ، هناك عقائد وأقوال نسبت إليهم ظاهرة في الغلو ، فيجب تنزيههم عنها وهذا هو حدّ الإفراط في شأنهم : فمنهم : القائلون بألوهيتهم أو بكونهم شركاء لله تعالى في العبودية أو في الخلق أو الرزق بنحو الاشتراك في التأثير لا بنحو الوساطة في العطاء ، أو أن الله تعالى حلّ فيهم واتحد بهم ، أو أنهم يعلمون الغيب بغير وحي وإلهام وتعليم إلهي منه تعالى . ومنهم : القائلون بأنهم عليهم السّلام أنبياء ، أو بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض ، أو القول : أنّ معرفتهم تغني عن فعل الطاعات ، ولا تكليف معها بترك المعاصي ، أو القول : بإنكار موتهم وشهادتهم بمعنى أنهم لم يقتلوا بل شبّه لهم ، ومن الغلو تفضيل أحدهم عليهم السّلام على النبي صلَّى الله عليه وآله في العلم أو الشجاعة أو غيرهما . ومنهم : عبد الله بن سبإ الذي روى الكشي أخبارا في لعنه ، منها ما رواه عن أبان بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول : لعن الله عبد الله بن سبإ ادعى الربوبية