responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 329


العبد بما له من الاختيار والقدرة والعمل لله تعالى ، فله تعالى دخل في عبده وفيما مكنه فيه ، وهذا يجري في كلّ فعل قليل أو كثير حقير أو خطير صغير أو كبير .
فعليه : فما هو الجواب في أقل فعل لأقل الخليقة ، فهو الجواب لأعظم عمل لأكبر الخليقة ، فلو قلنا : إن السماوات والأرضين يمسكهن أمير المؤمنين أو الأربعة عشر من المعصومين فليس فيه شرك ولا غلو ، وذلك لأن هذا كلَّه منهم بإذنه تعالى ، أي كما أنه مستند إليه تعالى بنحو عرفته في تحقيق معنى الأمر بين الأمرين ، فحينئذ لا شرك ولا غلو ولا كفر في إثبات وثبوت الولاية التكوينية لهم عليهم السّلام كيف وقد علمت تصريح القرآن باستناد أفعال عظيمة عجيبة إلى الأنبياء وأوصيائهم وإلى الملائكة المدبّرات أمرا .
والحاصل : أنّ عوامل القدرة لله تعالى في الخلق كثيرة على حسب اختلافها كما وكيفا ، فلم ينكر عليهم أحد ، ولا استشكل عليهم بشيء ، هذا مع أنه سيأتي في الشرح - إن شاء الله تعالى - أنه لا مقايسة بين الأنبياء وأوصيائهم والأولياء المتصرفين في العالم بما يرى منهم من صدور أفعال عجيبة خارقة للعادات ، وبين أئمتنا عليهم السّلام وذلك لأنهم أشرف من الكلّ ، وأتم كمالا من الكلّ كما علمت فيما سبق من الأخبار ، وسيأتي فيما بعد إن شاء الله تعالى .
وحينئذ فلا إشكال ثبوتا بل ولا إثباتا في صدور الأفعال الخارقة والمعجزة عنهم عليهم السّلام بمقتضى ولايتهم التكوينية الثابتة لهم بالآيات والأحاديث المذكورة .
ثم إنّ الغلو في حقهم ناشئ إما للاعتماد على العقل في درك الحقائق والمعارف .
ومن المعلوم أن العقول ناقصة بذاتها في الأغلب في درك المعارف ، كيف لا وقد وردت أحاديث كثيرة بأن دين الله لا يصاب بالعقول ، بل لا يمكنه الدرك كما علمته من الأحاديث الوارد من أنها صعبة ، ومن حديث أبي الصامت المتقدم ؟ فحينئذ تراه إذا سمع شيئا من تلك الحالات والأفعال العجيبة ، التي لا يمكنه تحملها فينسبه إلى الغلو خصوصا بالنسبة إلى الأشخاص الذين خلطوا في أغلب أوقاتهم مع

329

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست