أما المطلقة : فهي الثابتة لهم عليهم السّلام حيث علمت أنها أتم فيهم ، لكونهم أقرب إليه تعالى . وأما المقيدة : فلغيرهم مع ما لها من المراتب المختلفة في المظاهر المختلفة من ساير الأنبياء والأولياء إلى أن تنتهي إلى أقل الخليفة ، فالولاية ثابتة للكلّ ، نعم المطلقة منها تختص بهم عليهم السّلام . ثم إنّ المراد من المطلقة بالنسبة إلى من دونهم ، فإنها مطلقة أي أوسع ظرفا وتصرفا في الوجود من غيرهم . وأما بالنسبة إليه تعالى فهي مقيدة أيضا كما علمت من بعض التعاريف السابقة للولاية . فظهر أن الولاية مع قطع النظر عن الإطلاق والتقيد أمر بديهي لا يخلو منه أي موجود كما دل عليه قوله عليه السّلام : وبأسمائك التي ملأت أركان كلّ شيء ، فكلّ موجود تحققت أركانه بأسمائه تعالى حسب حدوده التي جعلها الله تعالى له ، نعم هي بالنسبة إلى أمير المؤمنين عليه السّلام ثابتة بنحو وسعت جميع ما في الوجود ، بل هذا ثابت للملائكة أيضا ، التي هي من شؤونهم ، فالملائكة أيضا لهم التصرف في الموجودات ، ففي ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للصدوق رحمه الله بإسناده عن أبي جعفر عليه السّلام قال : إن الله عزّ وجل فوّض الأمر إلى ملك من الملائكة ، فخلق سبع سماوات وسبع أرضين وأشياء ، فلما رأى الأشياء قد انقادت له ، قال : من مثلي ؟ فأرسل الله عز وجل نويرة من نار - قلت : وما نويرة من نار ؟ قال نار بمثل أنملة ، قال : فاستقبلها بجميع ما خلق ، فتحللت لذلك حتى وصلت إليه لما أن دخله العجب [1] . فحينئذ يمكن أن يقال : إنّ خلق السماوات والأرضين إنما هو بإعمال القدرة من أمير المؤمنين عليه السّلام ولا إشكال فيه . بيانه : أنه بعد ما علمت أن الولاية التكوينية ثابتة لكلّ أحد حسب اختلاف