المظاهر ، لكونهم أقرب الموجودات إليه تعالى ، ولأن علمه تعالى وقدرته ونوره أكثر ظهورا فيهم عليهم السّلام وذلك لأنهم الأسماء الحسني . ففي كتاب التوحيد من الكافي ، في باب النوادر بإسناده عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله عز وجل : ولله الأسماء الحسني فادعوه بها 7 : 180 [1] قال : نحن والله الأسماء الحسني التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا [2] . وشرحه الإجمالي ما قاله الصادق عليه السّلام ففيه في ذلك الباب بإسناده عن مروان ابن صباح قال : قال أبو عبد الله عليه السّلام : إن الله خلقنا فأحسن خلقنا ، وصورنا فأحسن صورنا ، وجعلنا عينه في عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه ، وبابه الذي يدل عليه ، وخزّانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الأشجار ، وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار ، وبنا ينزل غيث السماء ، وينبت عشب الأرض ، وبعبادتنا عبد الله ، ولولا نحن ما عبد الله ، وهكذا غيره من الأحاديث الأخر . ولازم ذلك هو أنّ آثار القدرة وآثار العلم فيهم عليهم السّلام أكثر ظهورا مما ظهر من غيرهم . ومن المعلوم أن قدرته تعالى هي النافذة في الأشياء والمتصرفة فيها ، بل لا وجود لغيره تعالى مطلقا إلا بالقدرة ، فحينئذ لازمه أن قدرتهم هي قدرة الله الظاهرة فيهم عليهم السّلام النافذة في الأشياء بإذنه تعالى ، فهم بهذا المعنى أولياؤه تعالى أي المتصرفون بإذنه في الوجود . ثم إنه كما علمت أن جميع الموجودات مظاهر له تعالى في هذه الأمور المذكورة إلا أنه يختلف على حسب قربهم إليه وبعدهم عنه تعالى ، فعليه : فكلّ موجود هو مظهر لقدرته تعالى مثلا فهو بقدرته تعالى يتصرف في الأمور . ومن هنا يظهر : أن الولاية تنقسم إلى قسمين : مطلقة ومقيدة .
[1] الأعراف : 180 . . [2] الكافي - كتاب التوحيد ج 2 ص 115 . .