responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 323


فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : اجلسوا على الغمامة ، فجلسنا وأخذنا مواضعنا ، فأشار إلى السحابة الأخرى ، فهبطت وهي تقول كمقالة الأولى ، وجلس أمير المؤمنين عليه السّلام عليها ثم تكلم بكلام وأشار إليها بالمسير إلى المغرب ، وإذا بالريح قد دخلت السحابتين فرفعتهما رفعا رفيعا فتمايلت نحو أمير المؤمنين ، وإذا به على كرسيّ والنور يسطع من وجهه يكاد يخطف بالأبصار .
فقال الحسن : يا أمير المؤمنين : إن سليمان بن داود كان مطاعا بخاتمه وأمير المؤمنين بما ذا يطاع ؟ فقال عليه السّلام : أنا عين الله الناظرة في أرضه ، أنا لسانه الناطق في خلقه ، أنا نور الله الذي لا يطفى ، أنا باب الله الذي يؤتى منه وحجته على عباده .
ثم قال : أتحبّون أن أريكم خاتم سليمان بن داود ؟ قلنا : نعم ، فأدخل يده إلى جيبه فأخرج خاتما من ذهب فصّه من ياقوتة حمراء عليه مكتوب محمد وعلي .
قال سلمان : تعجبنا من ذلك ، فقال : من أي شيء تعجبون ، وما العجب من مثلي ؟ أنا أريكم اليوم ما لم تروه أبدا .
وساق الحديث إلى أن قال : فقال عليه السّلام : أتريدون أن أريكم سليمان بن داود ؟ فقلنا : نعم ، فقام ونحن معه فدخل بستانا ما رأينا أحسن منه ، وفيه من جميع الفواكه والأعناب والأنهار تجري والأطيار يتجاوبن على الأشجار ، فحين رأته الأطيار أتته ترفرف حوله حتى توسطنا البستان ، وإذا سرير عليه شاب ملقى على ظهره ، واضع يده على صدره ، فأخرج أمير المؤمنين عليه السّلام الخاتم من جيبه وجعله في إصبع سليمان عليه السّلام فنهض قائما وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، ووصي رسول ربّ العالمين ، أنت والله الصديق الأكبر والفاروق الأعظم ، قد أفلح من تمسك بك ، وقد خاب وخسر من تخلَّف عنك ، وإني سألت الله بكم أهل البيت فأعطيت ذلك الملك .
قال سليمان : فلما سمعنا كلام سليمان بن داود عليه السّلام لم أتمالك نفسي حتى وقعت على أقدام أمير المؤمنين عليه السّلام أقبلها ، وحمدت الله تعالى على جزيل عطائه بهدايته إلى

323

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست