ففي مدينة المعاجز ، محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطاب ، عن عبد الله بن محمد ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عيسى بن شلقان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول : إن أمير المؤمنين عليه السّلام له خئولة في بني مخزوم ، وإن شابا منهم أتاه فقال : يا خالي إن أخي مات ، وقد حزنت عليه حزنا شديدا ، قال : فقال له : تشتهي أن تراه ؟ قال : بلى ، قال : فأرني قبره ، قال : فخرج ومعه بردة رسول الله متّزرا بها ، فلما انتهى إلى القبر تلملمت شفتاه ، ثم ركض برجله ، فخرج من قبره وهو يقول بلسان الفرس ، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : ألم تمت وأنت رجل من العرب ؟ قال : بلى ولكنّا على سنة فلان وفلان فانقلبت ألسنتنا [1] . وفيه [2] روى صاحب منهج التحقيق إلى سواء الطريق ، عن سلمان الفارسي ( رضوان الله عليه ) قال : كنّا جلوسا مع أمير المؤمنين عليه السّلام بمنزله - لما بويع عمر بن الخطاب - ومحمد بن أبي بكر ، وعمار بن ياسر ، والمقداد بن الأسود الكندي ( رضوان الله عليهم ) قال له ابنه الحسن : يا أمير المؤمنين : إن سليمان عليه السّلام سأل ربّه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده ، فأعطاه ذلك ، فهل ملكت مما ملك سليمان بن داود ؟ قال عليه السّلام : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إن سليمان بن داود سأل الله عز وجل الملك فأعطاه ، وإن أباك ملك ما لم يملكه بغير جدك رسول الله صلَّى الله عليه وآله ولا يملكه أحد بعده . فقام أمير المؤمنين عليه السّلام فتوضأ وصلَّى ركعتين ودعا الله عز وجل بدعوات لم يفهمها أحد ، ثم أومأ إلى جهة المغرب ، فما كان بأسرع من أن جاءت سحابة فوقعت على الدار ، وإذ أجابتها سحابة أخرى ، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : أيتها السحابة اهبطي بإذن الله تعالى ، فهبطت وهي تقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإنّك خليفته ووصيّه ، من شك فيك فقد هلك سبيل النجاة قال : ثم انبسطت السحابة إلى الأرض حتى كأنها بساط موضوع .
[1] مدينة المعاجز ص 36 . . [2] مدينة المعاجز ص 37 . .