لين الله عز وجل له الصم الصخور الصلاب وجعلها غارا ، ولقد غارت الصخرة تحت يده ببيت المقدس لينة حتى صارت كهيئة العجين ، قد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته . وفيه عن كتاب المناقب لابن شهرآشوب : الأصبغ بن نباتة قال : سألت الحسين عليه السّلام فقلت : يا سيدي أسألك عن شيء أنا به موقن ، وإنه من سرّ الله وأنت المسرور إليه ذلك السرّ فقال : يا أصبغ أتريد أن ترى مخاطبة رسول الله صلَّى الله عليه وآله لأبي دون يوم مسجد قبا ؟ قال : هو الذي أردت ، قال : قم ، فإذا أنا وهو بالكوفة فنظرت فإذا المسجد من قبل يرتد إليّ بصري ، فتبسم في وجهي ، ثم قال : يا أصبغ إن سليمان ابن داود أعطى الريح غدوها شهر ورواحها شهر ، وأنا قد أعطيت أكثر مما أعطي سليمان . فقلت : صدقت والله يا بن رسول الله ، فقال : نحن الذين عندنا علم الكتاب وبيان ما فيه ، وليس عند أحد من خلقه ما عندنا لأنا أهل سرّ الله ، ثم تبسم في وجهي ، ثم قال : نحن آل الله وورثة رسول الله ، فقلت : الحمد لله على ذلك ، ثم قال لي : أدخل ، فدخلت فإذا برسول الله صلَّى الله عليه وآله محبب في المحراب بردائه ، فنظرت فإذا أنا بأمير المؤمنين عليه السّلام قابض على تلابيب الأعسر ، فرأيت رسول الله صلَّى الله عليه وآله يعضّ على الأنامل وهو يقول : بئس الخلف خلفتني أنت وأصحابك عليكم لعنة الله ولعنتي ، الخبر ، انتهى . أقول : هذه جملة من الآيات تدل على ثبوت الولاية التكوينية ، أي التصرف في الموجودات ، وهناك آيات أخر تدل على هذا المعنى ، ولعلَّها يأتي ذكرها فيما يأتي . وأما الأحاديث الدالة على ولايتهم التكوينية فهي أكثر من أن تحصى ، وقد تقدم بعضها في ذيل الآيات السابقة ، وسيأتي بعضها أيضا في طي المباحث الآتية . وإن شئت أكثر مما ذكر فعليك بمراجعة كتاب مدينة المعاجز للسيد البحراني ( رضوان الله عليه ) فإنه كما سماه مدينة لمعاجز الأئمة عليهم السّلام في موارد متعددة ومواضع عديدة ، ونحن نذكر بعضها تيمّنا وتبركا بها واستدلالا على المدعى فنقول :