( واستنفارك خ ل ) الناس إلى حربه ثانية ؟ فقال : بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، إنما أدعو هؤلاء القوم إلى قتاله ليثبت الحجة وكمال المحنة ، ولولا أذن في إهلاكه لما تأخر ، لكن الله تعالى يمتحن خلقه بما شاء ، قالوا : فنهضنا من حوله ونحن نعظم ما أتى به عليه السّلام [1] . وفيه [2] وعنه ( أي عن محمد بن الحسن الصفار ) عن إبراهيم بن هاشم ، عن سليمان عن سدير قال : كنت أنا وأبو بصير وميسر ويحيى البزاز وداود الرقي في مجلس أبي عبد الله عليه السّلام إذ خرج إلينا وهو مغضب ، فلما أخذ مجلسه قال : عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب ، ما يعلم الغيب إلا الله ، لقد هممت بضرب خادمتي فلانة فذهبت عني ، فما عرفتها في أي البيوت هي من الدار ، فلما أن قام من مجلسه وصار إلى منزله ، دخلت أنا وأبو بصير وميسر على أبي عبد الله عليه السّلام فقلنا له : جعلنا فداك سمعناك تقول في أمر خادمتك ، ونحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا لا ينسب إلى علم الغيب ؟ فقال : يا سدير أما تقرأ القرآن ؟ قلت : قد قرأناه جعلنا الله فداك ، فقال : وجدت فيما قرأت من كتاب الله : قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك 27 : 40 ؟ قلت : جعلت فداك قد قرأته ، قال : فهل عرفت الرجل ، وعرفت ما كان عنده من علم الكتاب ؟ قال : قلت : فأخبرني حتى أعلم ، قال : قدر قطرة من المطر الجور في البحر الأخضر ، ما يكون ذلك من علم الكتاب ، قلت : جعلت فداك ما أقل هذا ؟ قال : يا سدير ما أكثره لمن لم ينسبه إلى العلم الذي أخبرك به ، يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله : قل كفى با لله شهيدا بيني وبينكم ومَن عنده علم الكتاب 13 : 43 كلَّه والله عندنا ، ثلاثا .
[1] تفسير البرهان ج 3 ص 205 . . [2] تفسير البرهان ج 3 ص 204 . .