أقول : فظهر من هذه الآيات والأحاديث أن الله قد أقدرهم على إعمال القدرة ، أزيد مما أقدر آصف بن برخيا بزيادة كثيرة ، كما يظهر من مثاله عليه السّلام ، وليس هذا إلا أثرا من آثار ولايتهم التكوينية حيث يتصرفون بها في الموجودات ، وستأتي في شرح الزيارة في الفصل الثالث الأحاديث الأخر ، وما يوضح هذا إن شاء الله تعالى . ومنها : قوله تعالى : ويعلَّمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل . ورسولا إلى بني إسرائيل أنّي قد جئتكم بآية من ربّكم إنّي أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفُخُ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص . . 3 : 48 - 49 [1] . وقوله تعالى : . . وإذ تخلُقُ من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخُ فيها فتكون طيرا بإذني . . 5 : 110 [2] . ففي أصول الكافي بإسناده عن أبي بصير قال : دخلت على أبي جعفر عليه السّلام فقلت له : أنتم ورثة رسول الله صلَّى الله عليه وآله ؟ قال : نعم ، قلت : رسول الله صلَّى الله عليه وآله وارث الأنبياء علم كلما علموا ؟ قال : نعم ، قلت : فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الأكمه والأبرص ؟ قال لي : نعم بإذن الله . ثم قال لي : إدن مني يا أبا محمد ، فدنوت منه ، فمسح على وجهي وعلى عيني فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكلّ شيء في الليلة . ثم قال لي : أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس ، وعليك ما عليهم يوم القيامة ، أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا ؟ قلت : أعود كما كنت ، فمسح على عيني فعدت كما كنت ، فحدثت ابن أبي عمير بهذا ، فقال : أشهد أن هذا حقّ كما أن النهار حقّ [3] . وفيه [4] وفي عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السّلام مع أهل الأديان وأصحاب المقالات في التوحيد ، قال الرضا عليه السّلام : يا نصراني أسألك عن مسألة ،
[1] آل عمران : 48 - 49 . . [2] المائدة : 110 . . [3] تفسير نور الثقلين ج 1 ص 284 . . [4] تفسير نور الثقلين ج 1 ص 571 . .