ففي تفسير البرهان : السيد الرضي في الخصائص قال : روي أن أمير المؤمنين عليه السّلام كان جالسا في المسجد ، إذ دخل عليه رجلان فاختصما إليه ، وكان أحدهما من الخوارج ، فيوجه الحكم على الخارجي ، فحكم عليه أمير المؤمنين عليه السّلام فقال له الخارجي : والله ما حكمت بالسوية ، ولا عدلت في القضية ، وما قضيتك عند الله بمرضية ، فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام : إخسأ عدو الله فاستحال كلبا . فقال من حضره : فوالله لقد رأينا ثيابه تطاير عنه في الهواء ، فجعل يبصبص لأمير المؤمنين عليه السّلام ، ودمعت عيناه في وجهه ، ورأينا أمير المؤمنين عليه السّلام وقد رقّ له ، فلحظ السماء ، وحرّك شفتيه بكلام لم نسمعه ، فوالله لقد رأيناه وقد عاد إلى حال الإنسانية ، وتراجعت ثيابه من الهواء حتى سقطت على كتفيه ، فرأيناه وقد خرج من المسجد ، وأن رجليه لتضطربان ، فبهتنا ننظر إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فقال لنا : ما لكم تنظرون وتعجبون ؟ فقلنا : يا أمير المؤمنين كيف لا نتعجب وقد صنعت ما صنعت ؟ فقال : أما تعلمون أن آصف بن برخيا وصيّ سليمان بن داود عليه السّلام قد صنع ما هو قريب من هذا الأمر ، فقصّ الله جلّ اسمه قصته حيث يقول : . . أيّكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين . قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين . قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلمّا رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي لِيبلوني أَشكر أم أكفر 27 : 38 - 40 الآية ، فأيّما أكرم على الله نبيكم أم سليمان عليه السّلام ؟ فقالوا : بل نبينا أكرم يا أمير المؤمنين . قال : فوصي نبيكم أكرم من وصي سليمان عليه السّلام ، وإنما كان عند وصي سليمان من اسم الله الأعظم حرف واحد ، سأل الله جلّ اسمه فخسف له الأرض ، ما بينه وبين سرير بلقيس ، فتناوله في أقل من طرف العين ، وعندنا من اسم الله الأعظم اثنان وسبعون حرفا ، وحرف عند الله تعالى استأثر به دون خلقه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين فإذا كان هذا عندك فما حاجتك إلى الأنصار في قتال معاوية وغيره واستنصارك