أو كُلَّم به الموتى 13 : 31 . وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسيّر به الجبال ، وتقطع به البلدان ، ويحيى به الموتى ، ونحن نعرف الماء تحت الهواء ، وأن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله بما كتبه الماضون جعله الله لنا في أم الكتاب ، إن الله يقول : وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين 27 : 75 ثم قال : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا 35 : 32 فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كلّ شيء " . أقول : دلّ هذا الحديث على أنه تعالى أعطى أنبياءه والأئمة عليهم السّلام قدرة يتصرفون بها في الأمور الغريبة ، التي يعجز عنها غيرهم من إحياء الموتى كما لعيسى عليه السّلام ومن تسيير الجبال وتقطيعها وتكليم الموتى وغيرها مما ستأتي الإشارة إليه . ثم بين عليه السّلام جامعا كليا في هذا الأمر مما جعله الله لهم في أمّ الكتاب . واستدل عليه بأن قوله تعالى : وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين 27 : 75 يدل على أن أي أمر غائب عن الناس مما هو ثابت في السماء أو الأرض يكون في كتاب مبين . ثم بين أن قوله تعالى : ثم أورثنا الكتاب 35 : 32 ، دل على أن الكتاب الذي ما من غائبة سماوية أو أرضية إلا وهي فيه ، هو هذا الكتاب الذي أورثه الله تعالى إياهم ، فقوله عليه السّلام : فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل ، وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كلّ شيء ، بيان لأن المراد من العباد في الآية المباركة هو النبي والأئمة عليهم السّلام . ثم إن المراد من قوله عليه السّلام : فيه تبيان كلّ شيء ، اقتباسا من الآية الشريفة لا يراد التبيان العلمي بل المراد الأعم منه ، ومن التبيان الشهودي والعلمي بأعمال القدرة وما أقدرهم الله عليه كما لا يخفى على الناقد البصير ، والله العالم وأولياؤه بكلامه . وقوله تعالى : وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر