أما الآيات الشريفة : قوله تعالى : ولو أن قرآنا سُيرت به الجبال أو قطَّعت به الأرض أو كُلَّم به الموتى بل لله الأمر جميعا . . 13 : 31 [1] . عن تفسير علي بن إبراهيم : قوله : ولو أن قرآنا إلخ الآية قال : لو كان شيء من القرآن كذلك لكان هذا ، أقول : يعني لو كان شيء مما أقدره الله لعباده فيما أنزل عليهم من الوحي مما فيه هذه القدرة ، التي بها تسير الجبال وتقطع الأرض ويحيى الموتى لكان هو هذا القرآن المنزل عليه صلَّى الله عليه وآله . ولا ريب أن هذه الآثار الثلاثة تنبئ عن أن المنزّل عليهم هذا القرآن ، قد أمكنهم الله من هذه الأمور ، بما أعطاهم من القدرة ، التي بها يتصرفون في الموجودات ، وهذه هي حقيقة الولاية التكوينية الثابتة لهم بنصّ هذا القرآن . وإليه يشير ما عن أصول الكافي بإسناده عن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأول عليه السّلام " قال : قلت له : جعلت فداك ، أخبرني عن النبيّ ورث النبيين كلَّهم قال : نعم ، قلت : من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه ؟ قال : ما بعث الله نبيا إلا ومحمد صلَّى الله عليه وآله أعلم منه ، قال : قلت : إن عيسى بن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله ، قال : صدقت ، وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير ، وكان رسول الله صلَّى الله عليه وآله يقدر على هذه المنازل ؟ قال : فقال : إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وغضب عليه لأُعذبنّه عذابا شديدا أو لأذبحنّه أو ليأتينّي بسلطان مبين 27 : 21 ، وإنما غضب لأنه كان يدلَّه على الماء فهذا وهو طائر قد أعطي ما لم يعط سليمان ، وقد كانت الريح والنمل والإنس والجن والشياطين المردة له طائعين ، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء وكان الطير يعرفه ، وإن الله يقول في كتابه : ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطَّعت به الأرض