في الله القائم به الظاهر بأسمائه وصفاته . وعن السيد نعمة الله الجزائري رحمه الله قال : الولاية بقاء العبد بالحق في حال الفناء . وقيل : هي التخلق بأخلاق الله تعالى والفناء بعد الفناء وصحو بعد المحو . وقال السبزواري في شرحه على الأسماء الحسني ص 9 : الولي له معان كثير منها : المتولي لأمور العالم المتصرف فيه ، إلى أن قال : وهو بما هو ولي أتم وأكمل منه بما هو نبيّ ، لأن ولايته جنبته الحقانية واشتغاله بالحق ونبوته وجهه الخلقي وتوجيهه إليهم . ولا شك في أن الأولى أشرف لكونها أبدية ، بخلاف الثانية فإنها منقطعة . فإذا سمعتم يقولون : الولاية أفضل من النبوة ، فيعنون ذلك في شخص واحد وهو : أن النبيّ من حيث هو ولي أفضل من حيث هو نبيّ لا الولي التابع . أقول : وبهذا يتم النزاع الواقع بينهم من أن النبي أفضل أو الولي ، فقيل بالثاني ، واستشكل عليه بأمور ، فينحل بما ذكر من أنه أفضل في شخص واحد بالبيان المذكور . نعم : ما ذكره وجها للأشرفية من حيث إن النبوة منقطعة لقوله صلَّى الله عليه وآله " لا نبيّ بعدي " دون الولاية . وإن كان حسنا إلا أنه لا ينحصر الوجه فيه ، وله وجوه أخر تذكر في محلها إن شاء الله تعالى . ثم إنهم ذكروا للأولياء طبقات لا يهمنا التعرض لها ، فمن أرادها فليراجع الشرح المذكور صفحة 204 ، والله العالم بحقائق الأمور . أقول : هذا بعض التعاريف في معنى النبوة والولاية في كلمات القوم ، وهناك تعاريف متقاربة اللفظ والمعنى وحاصلها يرجع إلى ما ذكرنا بضرب من التأويل . ثم إن حقيقة الولاية أمر واحد لها ظهوران : ظهور في التشريع وهو ما قلنا سابقا . ظهور في التكوين . فما ذكرنا من التعاريف يشير إلى تعريفها الحقيقي الوجداني الجامع ، ولكن