responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 244


الأمر الأول : انقسام أحاديثهم بلحاظ المعنى ، وتسمية كلّ واحد منها باسم ، فنقول لا يخفى أولا أن قوله صلَّى الله عليه وآله : إنّا معاشر الأنبياء نكلَّم الناس على قدر عقولهم إنما يراد منه أنه صلَّى الله عليه وآله يبين على قدر عقل المخاطب ، بحيث ينزل الأمر عن واقعه إلى صورة بيان يفهمه السامع ، لأن بيان واقعه بما له من السعة والدقة كان صعب التناول عليه لقلة دركه فبيّنه عليه الصلاة والسلام على قدر عقله ، فالتعبير بالأسهل إنما هو بلحاظ الكيف لا بلحاظ الكم بأن يكون لواقع الأمر عشر فبين لهم اثنين مثلا .
ثم إنّ قول أبي جعفر عليه السّلام : " فهو الذي لم يركب بعد " تعريفا للصعب فإنّما هو كناية عن أنّ من الحديث ما لم يعلمه أحد ولم يحط به ، فهو نظير قول الصادق عليه السّلام في حديث أبي الصامت حيث قال عليه السّلام : " نحن نحتمله " ، جوابا لقوله فمن يحتمله ؟
وقوله في حديث مفضل : " فهو الذي يهرب منه إذا رئي " بصيغة المجهول في الفعلين تعريفا للمستصعب يراد منه : إنّ من حديثنا ما هو في غاية الدقة والخفاء والعظمة بحيث لو سمعه أحد لهرب منه ، لعدم تحمله ولعدم طاقته له ، كما يستفاد هذا من حديث يحيى بن سالم المتقدم حيث قال عليه السّلام في الجواب : " فإنّ حديثنا حديث هيوب ذعور " ولعل منه كثيرا من فضائل أمير المؤمنين والأئمة عليهم السّلام حيث لم يحتمله كثير من الناس .
ففي مدينة المعاجز في باب معجزات الحسن بن علي عليه السّلام ما يدلّ على ذلك :
ففيه ، عن ابن شهرآشوب قال روى عبد العزيز بن كثير أن قوما أتوا إلى الحسين عليه السّلام وقالوا : حدثنا بفضائلكم ، قال : لا تطيقون ، وانحازوا عنّي لأشير إلى بعضكم ، فإن أطاق سأحدّثكم ، فتباعدوا عنه ، فكان يتكلم مع أحدهم حتى دهش ووله ، وجعل يهيم ولا يجيب أحدا ، وانصرفوا عنه .
وقوله : " فهو ذكاء المؤمنين " تعريفا أي أنّ منه ما لا يفهمه أحد إلا المؤمنون لما عندهم من ذكاء الإيمان ، ضرورة أنه سيأتي في معنى الإخلاص في محلَّه أنّ المؤمن

244

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست