وقال رحمه الله في حديث ابن سنان الذي رفعه إلى أبي عبد الله عليه السّلام : إنّ الله أخذ من شيعتنا ، أي ممن يمكن أن يكون منهم ، أو التخصيص بهم باعتبار أنهم المنتفعون به ليصحّ التقسيم المذكور بعد ذلك ، وللأخبار الدالة على أنّ ميثاق الولاية مأخوذ من الجميع ، وقيل : يعني أخذ من شيعتنا الميثاق بولايتنا ، واحتمال حديثنا بالقبول والكتمان ، كما أخذ على ساير بني آدم الميثاق بربوبيّته . وقال المحدث الأسترآبادي قدّس سرّه : أقول : قد وقع التصريح في كلامهم عليهم السّلام بأنّ فعل الأرواح في عالم الأبدان موافق لفعلهم يوم الميثاق ، فالمراد من وفى لنا في عالم الأرواح وعالم الأبدان بما كلَّفهم الله من التسليم لنا ، انتهى . قوله عليه السّلام : ومن أبغضنا ، الظاهر أنّ المراد بالبغض عدم أداء حقّهم ، وعدم الإقرار بإمامتهم . أقول : أي أنّ هذا المعنى مصداق لبغضهم ، وإن لم يصل منه إليهم الظلم والأذيّة ، وإلا فهو المحارب لهم وهو أسوأ حالا كما لا يخفى . وعليه ، فالعطف في قوله : ولم يؤدّ ، للتفسير أو الواو بمعنى أو فيدلّ على خلود المخالفين في النار ، وقوله : مخلدا تأكيد . وقال عند قوله عليه السّلام في حديث صاحب العسكر : لا يحتمله : أي لا يصبر ولا يطيق كتمانه لشدّة حبّه لهم ، وحرصه على ذكر فضائلهم حتى ينقله إلى آخر فيحدّثه به . والحاصل : أنّ هذا الاحتمال غير الاحتمال الوارد في الأخبار المتضمنّة للاستثناء فلا تنافي بينهما ، ويمكن أن يكون منشأ السؤال توهّم التنافي ، أو استبعاد أن يكون هؤلاء غير قابلين لحمله وفهمه ، ويمكن أن يكون هذا الحديث أيضا من العلوم التي لا تحتملها عقول أكثر الخلق ، فلذا أوّله عليه السّلام بما ترى ، لئلا يصير سببا لإنكارهم ونفورهم . وروى الصدوق رحمه الله في معاني الأخبار بإسناده عن سدير ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن قول أمير المؤمنين عليه السّلام : إنّ أمرنا صعب مستصعب ، لا يقرّبه إلا ملك