نام کتاب : هاشم وعبد شمس نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 135
كما أن أبا طالب عاصر زمان أمية الذي تثبت من واقع الحال في الجاهلية ، ولشباب مكة - يومئذ - مسارح للمجون والخلاعة ، مع غانياتها ، فإذا امتد سدول الليل سعى الفتيان وسعت الفتيات معهم إلى المواعيد والأسمار يؤلفهم الغناء ، وتنتظمهم موائد الخمر في دبر العشاء ، فإذا نالوا حظا من السمر واللهو والعبث لفتهم المضاجع مع أنفاس السحر لا يستفيقون من سكر الكأس ونشوة الفسق إلا حين تندلع ألسنة الشمس . بمثل هذه الحياة فتن أمية ولها خلق - على دمامته - ولهذه الحياة أعد نفسه ، لا للبذل والعطاء ، ولا لدفع المغارم أو كسب المغانم ولا لرفع الحياة في ذلك البلد المقدس المحجوج البيت الحرام ، المعظم الشعار . ولعل أمية كان أحرص خلعاء مكة على الخلاعة وأشدهم تمسكا بمنكراتها ، وتدل أخباره المروية على أن الإدمان والاستخفاف بلغا منه مبلغا أدانه بالإباحية والدياثة وجره إلى عوراء تستنكرها جاهلية المنكرات .
135
نام کتاب : هاشم وعبد شمس نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 135