نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 341
والجهاد ، والله العالم . أرواح الشهداء وتجندها ( 627 ) عن مسروق : سألنا عبد الله عن هذه الآية : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) ( 1 ) ، قال : أما إنا سألنا عن ذلك ، فقال : أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش ، تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل ، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال : هل تشتهون شيئا ؟ قالوا : أي شئ نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ، ففعل ذلك بهم ثلاث مرات ، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا : يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى . . . ( 2 ) . أقول : داعيا من الله أن يرزقني الشهادة في سبيله ، إنه قد يورد بأن جعل أرواح الشهداء بل مطلق المؤمنين في جوف طير مناف لكرامتهم وإهانة لهم ، فلا بد من تأويله ( 3 ) . ثم إنه يقال إن المنعم أو المعذب من الأرواح جزء من الجسد تبقى فيه الروح ، وهو الذي يتألم ويعذب ويلتذ وينعم ، وهو الذي يقول : رب ارجعون . وقد اختلفوا في الروح ما هي اختلافا لا يكاد يحصر كما قيل ، فقال أرباب المعاني وعلم الباطن : لا تعرف حقيقتها ولا يصح وصفها لقوله تعالى : ( قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) .
( 1 ) آل عمران 3 : 169 . ( 2 ) صحيح مسلم بشرح النووي 13 : 33 . ( 3 ) لاحظ شرح النووي حتى تعرف اختلاف نسخ الحديث في جملة ( في جوف طير ) ففي نسخة بحواصل طير ، وفي نسخة طير ، وهذا أحسن للتأويل ، وأنها تطير كطيران الطير .
341
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 341