responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر    جلد : 1  صفحه : 342


وغلت الفلاسفة فقالت : بعدم الروح .
وعن جمهور الأطباء : هو البخار اللطيف الساري في البدن .
وقال كثيرون من شيوخ القاضي عياض : هو الحياة .
وقال آخرون : هي أجسام لطيفة مشابكة للجسم يحيى لحياته أجرى الله تعالى العادة بموت الجسم عند فراقه .
وقيل : هو بعض الجسم ، ولهذا وصف بالخروج والقبض وبلوغ الحلقوم وقال بعض متقدمي أئمة القاضي : هو جسم لطيف متصور على صورة الإنسان داخل الجسم .
وقال بعض مشايخه وغيرهم : إنه النفس الداخل والخارج .
وقال آخرون : هو الدم .
يقول النووي - بعد نقل الأقوال المذكورة - : والأصح عند أصحابنا ، أن الأرواح أجسام لطيفة متخللة في البدن فإذا فارقته مات [1] .
أقول : والحق إن الروح والنفس موجود واحد وحقيقته مجهولة ، وما أوتينا من العلم إلا قليلا وبهذا القليل نعلم أن الروح غير داخل في البدن ، وتعلقه بالبدن تعلق تدبيري ، لا كتعلق الراكب والمركوب ولا كتعلق الظرف والمظروف . ثم إن البراهين العقلية تشهد بتجرد الروح ونفي جسمانيته ، وإن كان المشهور بين المتكلمين أنه جسم لطيف .
وعلى كل ، أكثر الأقوال المتقدمة ضعيفة صدرت عمن لا خبرة لهم ، وأما الظواهر النقلية فلا بد من تأويلها بوجه حسن إن تمت البراهين على التجرد ، ثم إن المتنعم والمعذب هو الروح المدرك ، ونحن وإن نعتقد بأن الحشر في المعاد جسماني لكنه لأجل التعبد بالقرآن الكريم والجسم لا



[1] صحيح مسلم بشرح النووي 13 : 31 - 33 .

342

نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر    جلد : 1  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست