نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 310
عباس أيضا ولفظه : وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة . ورواه الشيعة أيضا بألفاظ وأسانيد ، ولا كلام في الحديث إلا في الهم بالسيئة إذا لم يعملها ، فقد اختلف فيه الباحثون من الشيعة والسنة ، فقيل : إن من عزم على المعصية بقلبه ووطن نفسه عليها أثم في اعتقاده وعزمه ، ويحمل ما في الأحاديث على مجرد الخطور والمرور في الفكر . ويقول النووي : وخالفه كثير من الفقهاء والمحدثين وأخذوا بظاهر الحديث . وقال القاضي عياض : عامة السلف وأهل العلم من الفقهاء والمحدثين على الأول للأحاديث الدالة على المؤاخذة بأعمال القلوب ، وقالوا : إن هذا العزم يكتب سيئة وليست السيئة التي هم بها لكونه لم يعملها . أقول : العقل يحكم بقبح التجري على الله تعالى وحسن الانقياد له ، فقصد المعصية والهم بها يستحق به العقاب عقلا ، ويؤيده أو يدل عليه قوله تعالى : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم ) [1] وقوله تعالى : ( إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ) [2] لكن مقتضى هذه الأحاديث العفو وحمل الهم على مجرد التفكر والتصور خلاف الظاهر ، وأما حرمة الحسد وسوء الظن وتحقير المسلمين وسائر أعمال القلب فلا تدل على حرمة الهم المذكور كما تخيله النووي وغيره ، ومن أراد تحقيق المقام فعليه أن يراجع مظانه ، وليس كتابنا معدا المثل هذه المباحث . نزول عيسى عليه السلام واقتداؤه بإمامنا ( 565 ) عن أبي هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف أنتم إذا نزل ابن