نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 242
نريد أن نجعل لك في هذا الأمر نصيبا يكون لك ولعقبك من بعدك إذ كنت عم رسول الله ، وإن كان الناس قد رأوا مكانك ومكان أصحابك فعدلوا الأمر عنكم ، على رسلكم بني عبد المطلب فان رسول الله منا ومنكم . ثم قال عمر : إي والله ، وأخرى إنا لم نأتكم حاجة منا إليكم ، ولكنا كرهنا أن يكون الطعن منكم فيما اجتمع عليه العامة فيتفاقم الخطب بكم وبهم ، فانظروا لأنفسكم ولعامتكم . فتكلم العباس فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله بعث محمدا كما زعمت نبيا وللمؤمنين وليا ، فمن الله بمقامه بين أظهرنا حتى اختار له ما عنده ، فخلى على الناس أمرهم ليختاروا لأنفسهم مصيبين للحق لا مائلين عنه بزيغ الهوى ، فإن كنت برسول الله طلبت فحقنا أخذت ، وإن كنت بالمؤمنين طلبت فنحن منهم متقدمون ، وإن كان هذا الأمر إنما يجب لك بالمؤمنين فما وجب إذ كنا كارهين ، فأما ما بذلت لنا ، فإن يكن حقا لك فلا حاجة لنا فيه ، وإن يكن حقا للمؤمنين فليس لك أن تحكم عليهم ، وإن كان حقنا لم نرض عنك فيه ببعض دون بعض ، وأما قولك : إن رسول الله منا ومنكم ، فإنه قد كان من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها . والغرض من نقل هذا الكلام هو تجنيب أهل السنة عن الإفراط ، وتجنيب الشيعة عن التفريط ، فإذا قلنا إن عليا لم يخالف أبا بكر بشئ أبدا . والشيعة ضلوا بدسائس عبد الله بن سبأ اليهودي ، يجيب الشيعة بأشنع من هذا ، فيقع التناكر والتباغض والتقاتل فيضعف أمر الأمة الإسلامية بالتفرقة والتشعب ، وإذا قلنا لهم بصدق وحق إن التشيع نشأ من رأي علي بأحقيته بالخلافة ، والتسنن من بيعة الناس في سقيفة بني ساعدة لأبي بكر ، واتباع كل واحد منهما مأجورون معذورون عند الله ، ونحن أخوة مسلمون
242
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 242