نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 241
قال : فلم يبايع علي كرم الله وجهه حتى ماتت فاطمة رضي الله عنهما ، ولم تمكث بعد أبيها إلا خمسا وسبعين ليلة . قال : فلما توفيت أرسل علي إلى أبي بكر أن أقبل إلينا ، فأقبل أبو بكر حتى دخل على علي وعنده بنو هاشم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد يا أبا بكر فإنه لم يمنعنا أن نبايعك إنكارا لفضيلتك ولا نفاسة عليك ، ولكنا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر حقا فاستبددت علينا ثم ذكر علي قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يزل يذكر ذلك حتى بكى أبو بكر . فقال أبو بكر رضي الله عنه : لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي ، وإني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله يصنعه إلا صنعته إن شاء الله تعالى . فقال علي : موعدك غدا في المسجد الجامع للبيعة إن شاء الله . ثم خرج ، فأتى المغيرة بن شعبة فقال : الرأي يا أبا بكر أن تلقوا العباس فتجعلوا له في هذه الإمرة نصيبا يكون له ولعقبه وتكون لكما الحجة على علي وبني هاشم إذا كان العباس معكم . قال : فانطلق أبو بكر وعمر وأبو عبيدة والمغيرة حتى دخلوا على العباس رضي الله عنه ، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا وللمؤمنين وليا ، فمن الله تعالى بمقامه بين أظهرنا حتى اختار له الله ما عنده ، فخلى على الناس أمرهم ليختاروا لأنفسهم في مصلحتهم متفقين غير مختلفين ، فاختاروني عليهم واليا ولأمورهم راعيا ، وما أخاف بعون الله وهنا ولا حيرة ولا جبنا ، وما توفيقي إلا بالله العلي العظيم ، عليه توكلت وإليه أنيب ، وما أزال يبلغني عن طاعن يطعن بخلاف ما اجتمعت عليه عامة المسلمين ويتخذكم لجأ ، فتكونوا حصنه المنيع ، فأما دخلتم فيما دخل فيه العامة أو دفعتموهم عما مالوا إليه ، وقد جئناك ونحن
241
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 241