نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 289
أمواتا ، وإلى اليوم تقوم شواهد الظلم الواقع عليهم ، فافترق حال محالهم عن قبر الرسول الأكرم ( ص ) ، وعن أزقة المدينة المنورة وساكنيها ، فهنا يكفي " الباب الماء والنطف العذاب " ، وهناك لا يكفي هذا بل يجب أن يكون منسجما مع حال مراقدهم المقدسة من وفير السقي ، وعزيز المطر . وينتقل الشريف من البقيع أقرب مشهد * من مشاهد أجداده الطاهرين فما أن ينتهي ركب الحجيج إلى أرض العراق حتى يتقرى المرقد الطاهر لأمير المؤمنين ( ع ) في النجف الأشرف ، أو الغري : وأعلام الغري وما استباحت * معالمها من الحسب اللباب وأي حسب لباب إن لم يكن حسب علي بن أبي طالب ( ع ) ؟ فتشمله دعوة السقي بوابل نمير المطر . ثم يرحل إلى كربلاء وهي المنزلة الثانية بعد النجف في طريق الحج العائد إلى العراق : وقبرا بالطفوف يضم شلوا * قضى ظما إلى برد الشراب أنظر إلى هذا الحس المرهف ، وكيف قابل بين الدعاء بالسقيا و " ظمأ " أبي عبد الله عليه السلام في موقعة كربلاء ، فأي مطر ، وأي غيث ، وأي وابل ، وأي طل يكون في وسعه إرواء تلك المراقد المشرفة وقد " قضى " أصحابها ظما ، والماء على مرمى حجر منهم ؟ ويستمر الشريف في سفرته التي تطوي الأرض طيا بين سامراء - حيث الهادي والعسكري ( ع ) وموضع الغيبة الشريف - ، وبغداد - حيث الكاظم الجواد ( ع ) - ، وطوس - حيث علي بن موسى الرضا ( ع ) - ، فليس المطر النمير تلك المشاهد المشرفة : وسامرا وبغدادا وطوسا * هطول الودق منخرق العباب هذي مراقدهم - عليهم السلام - وها هو الشريف الرضي يقف عليها بلوعة ويقول : قبور تنطف العبرات فيها * كما نطف الصبير على الروابي إن دموع الرضي تمنعه من وصفها ، لكن ذكاءه وعظيم إحساسه بانتمائه إلى الراقدين فيها ، يدفعه إلى أن يشبه الدموع التي يجريها محبو الأئمة عليها بالسحاب الذي يسقي الروابي ويفيض عليها .
289
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 289