responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 288


وكيف كان ذكره لهم ؟ وهل هو مقتنع بهم جميعا أم متوقف ؟
والذي يحدونا لهذه الأسئلة ما حدث هو به - رضوان الله عليه - في مفتتح رسالته " خصائص الأئمة " إذ قال : " إن بعض الرؤساء ، ممن غرضه لا قدح في صفاتي والغمز لقناني والتغطية على مناقبي والدلالة على مثلبة إن كانت لي ، لقيني وأنا متوجه ليلة عرفة من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة هجرية إلى مشهد مولانا موسى بن جعفر ومحمد بن علي بن موسى ( موسى الكاظم ومحمد الجواد ( ع ) في الكاظمية في العراق ) للتعريف هناك ، فسألني عن متوجهي فذكرت له إلى أني قصدت ، فقال لي : متى كان ذلك ؟ يعني أن جمهور الموسويين جارون على منهاج واحد في القول بالوقف والبراءة ممن قال بالقطع ، وهو عارف بأن الأمانة مذهبي ، وعليها عقدي ومعتقدي وإنما أراد التنكيل لي ، والطعن على تديني فأجبته في الحال بما اقتضاه كلامه . . " ، ثم جعل الشريف ذلك علة تجدد نشاطه لإكمال كتاب خصائص الأئمة ( ع ) ، غير أن جمعه لنهج البلاغة ، ومعاجلة المنية له ، قد حالا دون إكمال خصائص الأئمة ، فظل الكتاب محتويا على فضائل أمير المؤمنين ( ع ) فقط .
وإذا كان الكتاب - ونعني به خصائص الأئمة - لم يستطع أن يستوفي ذكرهم جميعا سلام الله عليهم ، فإن شعر الرضي قد استوفى ذلك فحفل بذكرهم وتعطر بالإشادة بمناقبهم وصفاتهم ومواضع مراقدهم الطاهرة .
ولنفتح قلوبنا لبائيته العذبة :
سقى الله المدينة من محل * لباب الماء والنطف العذاب فهو يدعو للمدينة بالسقيا ، وليس بمطلق السقيا ، إذ كانت تسقى بديم المطر العزيز مع الصواعق والرعود وما يروع أهلها الآمنين ، بل هي السقيا بلباب الماء ، أي بجوهره وصافيه ونقيه من غير أوشاب ولا أكدار ، ثم هي السقيا بالقطر العذب السائغ .
ولا عجب أن يدعو للمدينة المنورة بذلك ، لأن فيها قبر جده الأعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وفيها أيضا شئ آخر عزيز على قلبه :
وجاد على البقيع وساكنيه * رضي الذيل ملآن الوطاب ففي البقيع إضمامة من زهر لا يكفيها الطل ، بلا بد من الوابل ، لا بد من أن يرخي السحاب عليها ذيله ، وأن يفتق وطابه الملآن ، فأولئك الأئمة الأطهار ظلموا أحياء وظلموا

288

نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست