نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 243
الفرصة تسنح لنا في العودة للحديث عنه بصورة أوسع ، ومجال أكبر ، نرجو أن نوفق لذلك ، ومن الله سبحانه القصد والسداد . الخاتمة : وحين نصل إلى خاتمة الحديث عن الشاعر الخالد الشريف الرضي ، فإن علينا أن نسجل له وبكل اعتزاز النقاط التالية : 1 - كان أحد علماء ذلك العصر في علوم الشريعة والمعرفة الإسلامية ، ترك تراثا رائعا لم يبله الدهر . 2 - وكان شاعرا مفلقا ، حتى قيل أنه أشعر قريش . 3 - وقد عاش في خضم العواصف الثائرة في بغداد ، والفتن العمياء ، فكان فيها المصلح الكبير ، والزعيم الحاني على مختلف طبقات الأمة . 4 - وساير خلفاء بني العباس ، وسلاطين بني بويه ، وشخصيات الحمدانيين ، وزعماء القبائل ولم يظهر عليه ما يشير إلى إن صلاته بهؤلاء كانت من أجل المال والمادة ، بل العكس فقد ذكرت المصادر بأنه كان عفيف النفس ، لم يقبل من أحد صلة . 5 - لقد وصفته المصادر بالوفاء ، والمودة والاخلاص ، ولا مبالغة فيه ، فقد رثى أبا إسحاق الصابي - رغم الاختلاف الديني بينهما - بأبلغ الرثاء ، ولم يأبه لنقد الناقدين أو تحامل المتزمتين . 6 - إن العصر الذي عاشه الشريف الرضي - في القرن الرابع الهجري - تفجرت الحياة العقلية فيه ، وتلاقعت الأقلام الحرة بالأفكار النيرة ، فأنتجت تراثا عبر عن ثقافة ذلك العصر ، وكان الرضي أحد أولئك الذين أثروا عصرهم بالمعرفة والفضل والأدب . 7 - " شاءت الظروف أن يكون الرضي نقيب الأشراف في زمن لم يكن فيه للأشراف عرش ولا تاج ، وإنما كان لهم مجد العلم والأدب والبيان " . 8 - " ولم تكن ثقافة الشريف موقوفة على ما وعت الكتب والمصنفات ، وإنما امتد بصره فدرس الدنيا ، وخبر الناس ، وساقه إلى ذلك أسباب خطيرة ترجع في جملتها إلى اثنين : الأول - تطلعه إلى الخلافة وحرصه على الاتصال بأقطاب الزعماء في الحواضر
243
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 243