نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 244
الإسلامية من أجل بلوغها . الثاني - تشوفه إلى ما أجن الوجود من غرائب الصباحة ، وعجائب الجمال ، وكان يعيش موزع القلب والعقل بين الحب وبين المجد " . 9 - " وولج الشريف الرضي عالم الشعر بكل حواسه وفي نفسه ثورة جبارة ، وسخط في وجه الزمان والناس ، منتفضا كالفارس الجريح ، وثابا إلى المعالي ليدفع عن أمته ضيم الأيام " . 10 - إندفع الرضي في مسيرة الثورة على الأوضاع الفاسدة ، واهتم بعملية التغيير الاجتماعي فشغله هذا التوثب عن كل جانب آخر يعيشه أي شاعر له وجوده اللامع في مجتمعه وأمته . 11 - وعاصر الرضي أعلام الأدب والشعر ، وقد حفلت بهم بغداد في ذلك العهد ، فكان هو المبرز فيهم ، والشخصية المرموقة من بينهم ، لأنه كان يطمح للقمة ، ومن يكون همه ذلك يسمو به الوجود . 12 - إن هذه الروح الخلافة الثائرة التي كمنت في أعماق الرضي هي الامتداد الطبيعي للثوار العلويين الذين أقضوا مضاجع الظالمين في كل عصر من العهد الأموي وحتى هذا العصر وما أروع قوله : لله أمر من الأيام أطلبه * هيهات أطلب أمرا غير مطلوب واقذف بنفسك في شعواء خابطة * كالسيل يعصف بالصوان واللوب إن حنت النيب شوقا وهي واقفة * فإن عزمي مشتاق إلى النيب متى أراني ودرعي غير محقبة * أجر رمحي ، وسيفي غير مقروب [180] 13 - والشريف الرضي كأي إنسان يحمل جهارا رايات الثائر ويصرخ بالوعيد لحكام الجور والظالمين ، إن ذروة الغضب تجتاحه حين يلامس انحدار النظم الحاكمة إلى الهاوية ، فيترقب اليوم الحاسم بينه وبين أعداء الأمة ، فيقول : وعندي للعدى لا بد يوم * يذيقهم المسم من عقابي فأنصب فوق هامهم قدوري * وأمزج دمائهم شرابي