responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 239


كم اصطبار على ضيم ومنقصة * وكم على الذل إقرار وإذعان ثوروا لها ، ولتهن فيها نفوسكم * إن المناقب للأرواح أثمان [164] وإذا كنا مضطرين للوصول إلى نهاية المطاف في حديثنا عن الشاعر الخالد ، والعالم الكبير الشريف الرضي ، فلا بد لنا أن نضع الحقائق التالية أمام عشاق الشريف الرضي لإجلاء بعض الجوانب التي تخصه في حياته العامة ، وشخصيته الرفيعة ، ودفاعا عن هذه الظاهرة التي قد تثير النقد ، والاشكالات عليه ، وفي هذا الصدد نلاحظ الآتي :
1 - إن الشريف الرضي عاش عصرا زاخرا بالأدب والمعرفة ، وكان عليه أن يتحلى بهما ليكون عنوانا بارزا لذلك العصر المتلاطم بالأحداث ، وكان له ما أراد ، فلم يقف على أبواب الخلفاء ، والسلاطين والوزراء والأمراء ، ليستدر من عطفهم عليه ما يرفع به شأنه ، إنما كانت نفسه تنازعه للطموح فكان يتنقل بين مجالس الحكام ومن على شاكلتهم ليرتبط بهم ، ويشد إليه الأنظار ، لأن الناس لا ترمق الخامل بنظرة التقدير والاكبار ، والمجتمع البغدادي حينذاك يتطلع إلى من يتسلق الأمجاد .
2 - وقد تطلب منه هذا التوجه أن يستغل شعره سلما له ، والمديح كان " ظاهرة العصر " وقد حفلت بغداد بالشعراء في القرن الرابع الهجري ، وعليه إن أراد مسايرة الظاهرة ، فلا بد أن يسلكها ويجتازها بحذر وروية ، وتظهر هذه الحقيقة من خلال قصيدته التي يفتخر بآبائه الطاهرين عليهم السلام ، ويذم الزمان ، يقول فيها :
مالك ترضى أن يقال شاعر * بعدا لها من عدد الفضائل كفاك ما أورق من أغصانه * وطال من أعلامه الأطاول فكم تكون ناظما وقائلا * وأنت غب القول غير فاعل [165] فهو لا يريد أن يكون شاعرا ، لكنه يريد أن يصل به إلى ما يصبو إليه ، والغاية شريفة ، وهي الصعود إلى العلا ، وراكب الصعبة يتحمل كل المشاق ، وقد سمعناه من قبل يؤكد على هذه الحقيقة :
وما قولي إلا شعار إلا ذريعة * إلى أمل قد آن قود جنيبه وإني إذا ما بلغ الله غاية * ضمنت له هجر القريض وحوبه .



[164] ديوان الرضي : 2 / 872 .
[165] ديوان الرضي : 2 / 646 .

239

نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست