نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 238
فبأي كف أستجن وأتقي * صرف النوائب أم بأي دعاء ومن الممول لي إذا ضاقت يدي * ومن المعلل لي من الأدواء ؟ ومن الذي إن ساورتني نكبة * كان الموقى لي من الأسواء ؟ قد كنت آمل أن يكون أمامها * يومي فتشفق أن تكون ورائي إلى أن يقول : كان ارتكاضي في حشاك مسببا * ركض الغليل عليك في أحشائي [162] ولعلنا تلمسنا بوضوح يد والدته عليه حين كانت تقيه النوائب ، وتنفق عليه ، وتواسيه في المحنة ، وأي صراحة من قوله : " ومن الممول لي إذا ضاقت يدي . . . " ، ولعله يشير إلى تلك الفترة القاسية التي مر بها وهو صبي بعد ، وقد أودع والده الإقامة الجبرية في فارس طيلة المدة من 369 - 376 ه . على كل حال فمن الممكن أن نجزم بأن الرضي عاش أبيا ، يحمل في جنبه نفسية كريمة لن تقبل بالمنة ، ولا ترضى بالمذلة ، وهو يعبر عن هذه الخاصة فيقول : فوالله لا ألقى الزمان بذلة * ولو حط في فودي أمض غروبه قنعت ، فعندي كل ملك نزوله * عن العز العلياء مثل ركوبه [163] ومن هذا العرض السريع إلى نفسيته وإباحة نكاد نجزم بأن الشريف الرضي لم يمدح أحدا مهما كانت سمته من أجل المال ، إنما لغاية أسمى ، إذا فما هي ؟ 3 - الوصول إلى الخلافة : الحديث عن الشريف الرضي شيق وطويل ، ويمكن أن يمتد لينتهي إلى مؤلف كبير وكتاب واسع ، وحيث أننا اخترنا أن يكون الحديث في حدود الطموح الذي عشقه الشاعر فهام به - فلا نخرج عنه - ولم يأبه بكل ما يحيط به من مهاوي وأهوال ، فهو ابن بجدتها لا يخشى رهقا ، أو يهاب ضيما ، إنه الرجل الذي غامر من أجل أمنيته ، فناغاها بكل فخر قائلا :
[162] راجع : الثعالبي - يتيمة الدهر : 3 / 150 - 151 ود . زكي مبارك - عبقرية الشريف الرضي : 2 / 79 80 وديوان الرضي : 1 / 18 - 22 . [163] محمد عبد الغني حسن - الشريف الرضي : 53 ( نوابغ الفكر العربي - 41 ) / ط دار المعارف مصر .
238
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 238