نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 217
آماله ما أراد ، أو وقف به الشوط إلى حد لم تملأ عينيه زهوة الطموح ؟ لا بد لنا ونحن في هذا الميدان أن نمر بالشريف الرضي من جوانبه المشدودة بهذا الشموخ ، لنحدد على ضوئها الصورة التي نريد رسمها له . 2 - أغاني الطموح : للرضي آمال عذاب ، نمت معه وهو فتى ، أرهقه الزمان ولم تكتحل بعد عيناه بالعقد الثاني من عمره ، فشمر لها بعنفوان الرجل الصلد ، وتدرع في سبيل الصعود من أجل تحقيقها بقوة الأبطال ، ثم خاض غمار الأيام وهو صوال جوال فيها ، وكان أمله العذب لا يفتر من ذكراه ، ولا يبعد رسومه من حنينه كلما واتته الفرصة ، أنه يتطلع إليه ، وينتظر النور في الصباح الباكر ، ليرصد خطوات الشمس حتى يترجم أحلامه إلى عمل ، ويستقبل أصحابه ليحكي لهم قصة الطموح الذي ملأ كل قلبه ، وسيطر على مشاعره ، وما هدأ لسانه عن التغني به ، يغني وآماله مشدودة إلى النجوم ، لا يريد أن ينظر إلى الأرض بل إلى العلى ، وجناحا النسر لا يخفقان هلعا من مقابلة العاصفة ، فإنه أقوى مضاء منها ، يقول : أرى نفسي تتوق إلى النجوم * سأحملها على الخطر العظيم وإن أذى الهموم على فؤادي * أضر من النصول على أديمي وإني إن صبرت ثنيت عزمي * على طرف من البلوى أليم ولي أمل كصدر الرمح ماض * سوى أن الليالي من خصومي [97] بماذا تتوق نفس الرضي ، وسيحملها من أجل ذلك على خطر عظيم ؟ هل غير الطموح الذي يتلهف له كلما مر عليه ليل ، وأشرق على ناظريه صبح ، قد تكون نقابة الطالبيين همه بعد أن كانت بردا لأبيه الشريف ، فانسلخ عنها حين غضب عليه عضد الدولة ، فصرفها عنه ، وثم بعد فترة من الزمن أتت إليه وتحلى ببردها ، لكن هذه لم تخفف من نجواه ، إنه يصرح بأنها لم تكن بغيته الحقيقية ، فيقول : لو كنت أقنع بالنقابة وحدها * لغضضت حين بلغتها آمالي