responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 215


وحين نتصفح شعر الرضي نجده حافلا بالأغراض الشعرية التي تنسجم مع عصره الذي حفل بالعلم ، وتوج بالأدب ، وتغنى بالشعر ، ذلك العصر الذي حكمه آل بويه ، وتربعوا دست سلطانه ، ورغم الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي رافقت عصرهم ، " فقد عنوا بالأدب ، ورعوه أيما رعاية ، ووصل بهم الاهتمام برجاله إلى أن يستوزروا كبار الكتاب ، حتى صار شعار الاختيار للوزارة : القدرة الإدارية ، والقدرة البلاغية " [91] .
ويعضد هذا الرأي ما ذكر عن أبي بكر الخوارزمي أنه " كان ينادم عضد الدولة بعض الأدباء الظرفاء ويحاضر بالأوصاف والتشبيهات ، ولا يحضر شئ من الطعام والشراب والاتهما وغيرها إلا وأنشد فيه لنفسه أو لغيره شعرا حسنا " [92] .
وكان هذا العامل إلى جانب عامل آخر هو الانفتاح الفكري الذي ازدهر في القرن الرابع الهجري - نتيجة توسع رقعة العهد العباسي ، وامتزاج الحضارات غير الإسلامية بالمسلمين العرب ، وأدى إلى ظهور عصر الابتكارات ، والخلق في مجالات العلم عند العرب [93] ، بحيث أصبح ذلك العصر لامعا بالثقافة والمعرفة - ترك بصمات واضحة من ملامح الشريف الرضي في المجتمع الذي عاشه في بغداد . وفي ذلك العهد بالذات برز فيه بروزا ميزه عن غيره من شعراء العصر وأفاضله .
وحياة بغداد بكل جوانبها وأجوائها الحلوة والمرة عاشها الرضي كشاعر نبض قلبه بالواقع المهموم ، ورسم في ذهنه صور الأمل المشرق الذي يخامر كل إنسان طموح يحاول أن يتسلق المجد ، فتقف دونه عواثر الزمن ، وتملأ عينيه صهوات النزال ، وحين يحاول ركوب الشوط تجهد فيه القوادم ، حتى تمزق الدنيا التي فرش لها الدرب وردا ، فتاهت نشوة النظارة عليها دون رأفة .
يقولون عنه : " الشريف الرضي كان يرى الدنيا يعين الرجل المثقف - المثقف



[91] محمد جميل شلش - الحماسة في شعر الشريف الرضي : 43 / ط دار الحرية بغداد 1974 م . وأحمد أمين - ظهر الإسلام : 1 / 355 / ط 3 - النهضة المصرية 1945 م .
[92] الثعالبي - يتيمة الدهر : 2 / 217 .
[93] جون باجوت جلوب - إمبراطورية العرب : 622 تعريب خيري حماد / طبع دار الكتاب العربي بيروت : 1966 م .

215

نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست